للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"من أكل من هذِه الشجرة -يريد الثوم- فلا يغشنا في مسجدنا" (١). ولفظه في حديث أنس كالبخاري وقال: "ولا يصلي معنا" (٢). وفي بعض ألفاظ البخاري: "فلا يقربن مسجدنا" (٣) وأخرجه البخاري أيضًا في الأطعمة (٤).

إِذَا تقرر ذَلِكَ فالكلام عليه من أوجه:

أحدها:

اعترض ابن التين عَلَى تبويب البخاري من وجهين:

أحدهما: ليس فيما أورده من الأحاديث ذكر الجوع.

ثانيهما: لم يذكر في الكراث حديثًا، وكأنه قاسه عَلَى البقلتين.

والجواب عن الأول أن ما ذكره من الأحاديث إطلاقها يدخل فيه حالة الجوع، وما أوردناه من عند مسلم صريح فيه، فإن الحاجة هي الجوع.

وفي "صحيح مسلم" أيضًا عن أبي سعيد الخدري قَالَ: لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك البقلة -الثوم- والناس جياع، فأكلنا منها أكلًا شديدًا ثمَّ رحنا إلى المسجد، فوجد - صلى الله عليه وسلم - الريح فقال: "من أكل من هذِه الشجرة الخبيثة شيئًا فلا يقربنا في المسجد" فقال الناس: حرمت حرمت. فبلغ ذَلِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس، إنه ليس لي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة


(١) "صحيح مسلم" (٥٦٤/ ٧٥).
(٢) "صحيح مسلم" (٥٦٢/ ٧٠).
(٣) رواية رقم (٨٥٣).
(٤) سيأتي برقم (٥٤٥١) كتاب: الأطعمة، باب: ما يكره من الثوم والبقول.