للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القرطبي: قد قيده بعض الناس بذلك فيكون معدى إلى مفعول محذوف. أي: يُنزل الله ملكًا. قَالَ: والدليل على صحة هذا ما رواه النسائي من حديث الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -عز وجل- يمهل حَتَّى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر مناديًا يقول: هل من داع فيستجاب له" الحديث (١). وصححه عبد الحق (٢).

الثالث:

جاء هنا: "حين يبقى ثلث الليل الآخر".


= الحديث فرواه يُنزل من الفعل الرباعي المتعدي. اهـ. وسيأتي لاحقًّا تعليق حول المسألة عمومًا.
(١) "المفهم" ٢/ ٣٨٦ - ٣٨٧.
والحديث في "السنن الكبرى" ٦/ ١٢٤ (١٠٣١٦).
(٢) "الأحكام الوسطي" ٢/ ٥٢.
قلت: وأبدع شيخ الإسلام في الرد على من احتج بهذا الحديث فقال: من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المنادي يقول ذلك، فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر الذي نقلته الأمة خلفًا عن سلف، فاسد في المعقول، فعلم أنه من كذب بعض المبتدعين، كما روى بعضهم ينزل بالضم. اهـ "مجموع الفتاوى" ٥/ ٣٧٢.
وقال في ٥/ ٣٨٤: حديث موضوع. قلت: يعني بهذا اللفظ. وقال: فإن قيل: فقد روي أنه يأمر مناديًا فينادي، قيل: هذا ليس في الصحيح فإن صح أمكن الجمع بين الخبرين بأن ينادي هو ويأمر مناديًا ينادي، أما أن يعارض بهذا النقل الصحيح المستفيض الذي اتفق أهل العلم بالحديث على صحته وتلقيه بالقبول مع أنه صريح في أن الله تعالى هو الذي يقول: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟ " فلا يجوز. اهـ "مجموع الفتاوى" ١٢/ ٣١١.
والحديث أورده الألباني في "الضعيفة" (٣٨٩٧) وصدر كلامه بقوله: منكر بهذا السياق، ثم ذهب يضعفه فأجاد والله وأفاد بما لا تراه في مكان آخر، فبلغ في الكلام عليه ثلاث عشرة صفحة.