للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث، وذكر له مسلم حديثًا آخر في الجنائز، رواه عنه ابن جريج (١).

وأما ابن التين فقال نقلًا عن أبي الحسن القابسي وغيره: هو عبد الله بن كثير أحد القراء السبعة، وليس له في البخاري غير هذا الحديث، وليس لأحد فيه رواية من القراء السبعة إلا هو وابن أبي النجود في المتابعة، قال: وقوله هذا غير صحيح، وإنما هو ما تقدم (٢)، وهو أبو معبد القاري، ووقع في "المدونة": عبد الله بن أبي كثير (٣)، وغلط فيه، وصوابه: حذف أبي.

إذا عرفت ذلك فالسلم والسلف بمعنى، سمي سلمًا لتسليم رأس المال في المجلس، وسلفًا لتقدمه، ويطلق أيضًا على القرض كما قاله الأزهري (٤).

قال الماوردي: والسلم لغة حجازية، والسلف لغة عراقية (٥).

قلت: قد ثبتا في الحديث كما ذكرته لك. وفي "غريب الحديث" للخطابي أن ابن عمر كان يكره أن يقال: السلم بمعنى السلف، وكان يقول: الإسلام لله، ضَنَّ بالاسم الذي هو موضوع للطاعة أن يمتهن

في غيرها، وصيانة عن أن يبذل فيما سواها (٦).


(١) "مسلم" ٩٧٤/ ١٠٣ باب: ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" ٥/ ١٤٤ ترجمة (٦٧٣)، "صحيح ابن حبان" ٧/ ٥٣، و"تهذيب الكمال" ١٥/ ٤٦٤ ترجمه (٣٤٩٨).
(٢) قلت: قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" ٢/ ٤٠٨: والذي قاله القابشي هو الذي عليه عمل الجمهور، والله أعلم. اهـ.
(٣) "المدونة" ٣/ ١٢٢.
(٤) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٤٣ مادة: (سلم).
(٥) "الحاوي" ٥/ ٣٨٨.
(٦) "غريب الحديث" ١/ ٦٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>