للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلا يختل العتق بعدمه في اللفظين الآخرين، فإذا قال لعبده: أنت حر أو معتق، أو عتيق، أو محرر، وقد حررتك أو أعتقتك، فقد عتق نوى به العتق أو لم ينو.

ثانيها: حديث عمر سلف أول الباب، وحديث أبي هريرة، كأن البخاري يريد به وبالأول مخالفة أبي حنيفة في إيقاعه العتق على السكران والمكره (١) متعلقًا بما رواه ابن حزم من قوله - عليه السلام -: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد" (٢)، فذكر العتاق، ثم قال: خبر مكذوب (٣).

قال: ولو صح لم يكن فيه حجة؛ لأن الحديث في الذي هزل فأعتق وهم يقولون فيمن أكره، وأين الإكراه من الهزل وهم لا يجيزون بيع المكره ولا إقراره ولا هبته، وهذا تناقض (٤).

ثالثها: بوب البخاري على الخطأ والنسيان، ولم يأت في الباب بحديث صريح لذلك، ولو ذكر حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" كان جيدًا، فإنه حديث جيد أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم. وقال: صحيح على شرط الشيخين (٥)، وصححه ابن حزم أيضًا (٦). وقال العقيلي: سنده جيد (٧).


(١) انظر: "تبيين الحقائق" ٣/ ٧١.
(٢) الحديث رواه أبو داود (٢١٩٤)، والترمذي (١١٨٤)، وابن ماجه (٢٠٣٩)، وحسنه الألباني في "الإرواء" (١٨٢٦).
(٣) في مطبوع "المحلى" ٩/ ٢٠٧: جابر كذاب.
(٤) "المحلى" ٩/ ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٥) ابن ماجه (٢٠٤٥)، وابن حبان ١٦/ ٢٠٢ (٧٢١٩)، والحاكم ٢/ ١٩٨.
(٦) "المحلى" ٥/ ١٩٣.
(٧) "الضعفاء الكبير" ٤/ ١٤٥ ترجمة: محمد بن مصفى الحمصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>