للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأنصاري، ومعوذ، ومعاذ، وعوف بنو الحارث وهم بنو عفراء، وأبو طلحة سهل بن زيد النجاري، وأبو مسعود الأنصاري، وبشر ابن البراء بن معرور، وكعب بن مالك، وجابر بن عبد الله -وكان من أحدثهم سنًّا- والمنذر بن عمرو، وأم عمارة نسيبة، وأم منيع أسماء.

كانت البيعة الثانية عَلَى حرب الأسود والأحمر، وجعل ثوابهم الجنة، وذلك حين أذن لَهُ في الحرب وفي الأولى لم يؤذن لَهُ كما سلف.

ثمَّ بعد هاتين البيعتين بيعة ثالثة -وهي بيعة الرضوان- خرج - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة سنة ست معتمرًا (فصدته) (١) قريش، فبعث إليهم عثمان، فبلغه أنهم قتلوه، فقال: "لا نبرح حتَّى نناجز القوم" (٢). فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكانوا ألفًا وخمسمائة، فروي أنه بايعهم عَلَى الموت، وأنكره جابر، وإنما بايع عَلَى أن لا نفر. قَالَ تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨)} [الفتح: ١٨] أي: أعطاهم من أجل تلك البيعه: {فَتْحًا قَرِيبًا} يعنى خيبر، ووعدهم {مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} [الفتح: ٢٠] أي: مستمرة إلى يوم القيامة، {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا} [الفتح: ٢١]، أي: قتل فارس والروم، وقيل: فتح مكة.


(١) في (ج): فصدتهم.
(٢) "سيرة ابن هشام" ٣/ ٣٦٤، والطبري في "تفسيره" ١١/ ٣٤٨ (٣١٥١٦) وفي "تاريخه" ٢/ ١٢١ عن ابن إسحاق قال: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين بلغه أن عثمان قتل فذكره، وانظر: "التمهيد" ١٢/ ١٤٨.