للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُجْزِئُ صَلاَة لاَ يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)) (١)،

حتى زعم بعضهم أن الرواية مفسرة للخداج الذي في الحديث وأنه عدم الإجزاء، وهذا لا يتأتًّى إلا لو كان مخرج الحديث مختلفاً، فأما والسند واحد متحد فلا ريب في أنَّه حديث واحد اختلف لفظه، فتكون رواية وهب بن جرير شاذة بالنسبة إلى ألفاظ بقية الرواة، لاتفاقهم دونه على اللفظ الأول ولأنَّه يبعد كلَّ البعد أن يكون أبو هريرة رضي الله عنه سمعه باللفظين، ثم نقل عنه ذلك، فلم يذكره العلاء لأحد من رواته _ على كثرتهم _ إلا لشعبة، ثمَّ لم يذكره شعبة لأحدٍ من رواته _ على كثرتهم _ إلا لوهب بن جرير " (٢).

قلتُ: ذكر الحافظ البيهقي في السنن الكبري (٣)، وتبعه الحافظ في النكت (٤) ... بلفظ: ((كُلُّ صَلاَةٍ لاَ يُقْرَأُ فِيهَا بِأمِّ الْكِتَابِ فَهِىَ خِدَاجٌ))، وعزوا الحديث للإمام مسلم ... في صحيحه، وهو وهم منهما رحمهما الله، ولكن ورد هذا اللفظ عند الإمام أحمد في المسند (٥)، وكذلك في السنن لابن ماجة (٦) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولكن الحديث عند الإمام مسلم بلفظ: ((مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَا فِيهَا بِأُمِّ القُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ))، من حديث سفيان بن عيينة


(١) ابن خزيمة: محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري، أبو بكر، (ت:٣١١هـ) صحيح ابن خزيمة، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت، سنة ١٣٩٠هـ، كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن الخداج الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هو النقص ... ، (ج١/ ص٢٤٨) حديث رقم (٤٩٠) ..
(٢) ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين (ت:٨٥٢ هـ)، النكت على ابن الصلاح، طبعة دار الراية، الرياض، (ج٢/ ص٨٠٦ - ٨٠٨).
(٣) البيهقي: أحمد بن الحسين بن علي، السنن الكبري (ج٢/ ص٣٨).
(٤) ابن حجر: أحمد بن علي، الحافظ أبو الفضل العسقلاني، النكت (ج٢/ ص٨٠٦ - ٨٠٨).
(٥) أحمد بن حنبل، المسند، دارالبشير، عمان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط (ج٢/ ٤٥٧) (برقم٩٩٠٠).
(٦) ابن ماجه: محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد الله، (ت:٢٧٣هـ)، السنن طبعة دار الفكر، بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها برقم (٨٣٢).

<<  <   >  >>