للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الثاني:

وهو أنَّ الكتاب قد اعتراه النقص في النسخ المخطوطة التي وصلت إلينا، ولم يكن الكتاب على أصول الكرخي فحسب، وإنما ضم إليه سؤالات البرقاني من أمثلة ذلك ما ورد من حديث الرضراض بن أسعد عن ابن مسعود , كما حكى البرقاني قصة سؤاله للدارقطني عنه كما نقله الخطيب عنه في تاريخه أنه قال: كنت أكثر ذكر الدارقطني والثناء عليه بحضرة أبي مسلم بن مهران الحافظ , فقال لي أبو مسلم: أراك تفرط فى وصفه بالحفظ فتسأله عن حديث الرضراض عن ابن مسعود؟ فجئت الى أبى الحسن وسألته عنه فقال: ليس هذا من مسائلك ... " (١).

القول الراجح:

وهو القول الثاني: أن الكتاب قد اعتراه النقص في النسخ المخطوطة التي وصلت إلينا، ويرجع ذلك إما لخطأ النساخ أو فقدان أجزاء منه، ومن القرائن والشواهد التي تؤيد ذلك عدة نصوص في كتاب العلل للدارقطني، ومنها على سبيل المثال، لا الحصر:

القرينة الأولى:

ورد في حديث ((إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً)) (٢)، سؤال رقم (٣٤٨٥) قول الدارقطني: " وحديث أبي بن كعب يجئ في مسنده إن شاء الله. " (٣)، ومعلوم أنَّه ليس هناك مسند لأُبي بن كعب في نسخ الكتاب الذي بين أيدينا، مما يدل على النقصان في النسخة المخطوطة التي وصلت إلينا، وكلام أهل العلم ممن كان له دراسة بهذا المصنف الجليل يدل على ما ذهبنا إليه.


(١) المصدر السابق (ج١٥/ ص٢٦٠).
(٢) البخاري، الجامع الصحيح (ج١٠/ ص٦٠٥)،كتاب الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يُكره منه، رقم (٦١٤٥). والترمذي، السنن (ج٥/ص١٣٧)، كتاب، باب ما جاء إنَّ من الشعر حكمة، رقم (٢٨٤٤).
(٣) أبو الحسن الدارقطني، علل الدارقطني، تكملة الدَّباسي (ج١٤ / ص١٤٦).

<<  <   >  >>