للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

................................................................................................

ــ

الحسين بن علي حدثه أن عليا وهو وهم صريح (١).

ففي الحديث إختلافان الأول: مَنْ حَدَّثَ علياً بن الحسين؟، والثاني سقط من السند رجلٌ في الرواية الثانية.

أما عن الخلاف الأول فقال الدارقطني: وقد تابعه ـ يعني مسلماً ـ على ذلك إبراهيم بن نصر النهاوندي والحنيني، وخالفهم أبو عبد الرحمن النسائي والسراج وموسى بن هارون عن قتيبة قالوا: "إن الحسين بن علي"، إلا أن موسى قال: حدّثناه من غير كتاب، وكان في كتابه "الحسن بن علي" وقال صالح كاتب الليث وحجين بن المثنى عن الليث: إن الصواب "الحسين بن علي" فرجع إلى الصواب وكذلك رواه يحيى بن بكير ويونس المؤدب وأبو النضر هاشم عن الليث، فقالوا: "الحسين بن علي". وكذلك رواه ابن لهيعة عن الزهري على الصواب، وكذلك قال أصحاب الزهري منهم صالح بن كيسان وابن جريج وإسحاق بن راشد ومحمد بن أبي عتيق وزيد بن أبي أُنَيْسَة وغيرهم: "عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي".

فقوله "الحسن" أو "الحسين" ـ رضي الله عنهما ـ لا فرق فهما أخوان وهما صحابيان ومن بيت النبوة وأن علي بن الحسين أدركهما وإحتمال الأمرين وارد. وكذلك فلفظ حسين مصغر حسن ويُحتمل رواه على التكبير.

أما عن الخلاف الثاني قال القاضي: سقط من رواية ابن ماهان من غير طريق ابن الحذاء الحرف كله وعنده عن علي بن الحسين بن علي حدثه أن عليا وهو وهم صريح؛ لأن علياً بن الحسين لم يرو عن جده عليً بن أبي طالب - رضي الله عنهم - إلا بواسطة راوٍ، ولم أجد من يصرح برواية عنه من صيغ الالفاظ التي تدل على السماع بحدثني أو اخبرني أو انبأني وغيرها، قال البيهقي (٢): "علي بن الحسين لم يدرك جده علياً"


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ٢٢٦.
(٢) السنن الكبرى ٥/ ٣٢٢، وينظر معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى مع دراسة اضافية لمنهج البيهقي في نقد الرواة في ضوء السنن الكبرى، (تأليف: د. نجم عبد الرحمن = ... = خلف، دار الراية للنشر والتوزيع، ط١، ١٤٠٩هـ - ١٩٨٩م)، وكذلك الدر النقي من كلام الامام البيهقي في الرجال، تأليف: حسين بن قاسم تاجي الكلداري، دار الفتح، الشارقة، ١/ ٢١٩.

<<  <   >  >>