كتاب رواية صحيح مسلم من طريق ابن ماهان مقارنة برواية ابن سفيان

...........................................................................................

ــ

أيضاً، وَما قَالَه اِبْن عَبْد الْبَرّ بِالْوَجْهَيْنِ، وَالْأَكْثَر بِالْمِيمِ ثُمَّ بِالْجِيمِ. وأكدَّ قَولَ الْقَاضِي: "فَإِذَا ثَبَتَ الْخِلَاف فِيهِ لَمْ يُحْكَم عَلَى أَحَد الْوَجْهَيْنِ بِالْخَطَأِ" (١).

وسبب هذا الخلاف في الروايتين واضح وبيِّن، ولم أجد أحد يذكره في كتب التراجم باسم عبد الحميد إلاَّ في كتابين: تاريخ أسماء الثقات (٢)، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، وردَّه إلى عبد المجيد (٣)، وقد استفاض في ذكره ابن عساكر (٤)، أما في الأسانيد فقد ذكره كثيرون باسم عبد الحميد لم نذكرها إختصاراً، وسبق الإشارة إلى رواية يحيى الليثي في الموطأ، لكنها ليست عن هذا الحديث. ولم يروِ أحد هذا الحديث عن عبد الحميد إلاَّ ابن ماهان في نسخته.

وممن ذكره ـ كما وقع لمسلم من رواية المشارقة ـ النسائي (٥)، والطبراني (٦).

الخلاصة: كلاهما صواب؛ لأن الراوي اختلف في اسمه عند المحدثين فمنهم من يقول هو عبد الحميد، وآخرون يقولون عبد المجيد وهو الأكثر، وهو ما صرح به ابن عبد البر.

(١) ينظر شرح النووي على صحيح مسلم ٩/ ٤٠٤.
(٢) تاريخ أسماء الثقات: (تأليف: ابن شاهين أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ت٣٨٥هـ)، تحقيق: صبحي السامرائي، الدار السلفية - الكويت، ط ١، ١٤٠٤ - ١٩٨٤، ١/ ١٦٠.
(٣) ينظر التحفة اللطيفة: عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف في عبد المجيد ٢/ ١١١.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٣٦/ ٤٧٣ ـ ٤٧٨.
(٥) سنن النسائي الكبرى: كتاب التفسير، سورة النصر، الحديث رقم ١١٧١٣، ٦/ ٥٢٥.
(٦) المعجم الأوسط: (تأليف: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ت٣٦٠هـ)، تحقيق: طارق بن عوض الله ابن محمد , عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار الحرمين - القاهرة، ١٤١٥هـ. الحديث رقم ٧٢٦٣، ٧/ ١٩٩.