للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

قال القاضي عياض: "وقوله تكاد تنضرج من الماء كذا لابن سفيان وعند ابن ماهان من الملء أي الامتلاء من الماء" (١).

فالضرج: الشق، والانْضِراجُ الانشقاق (٢)، وضرجه أي شقّه، وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجاً فانْضَرَج، وضَرَّجه شقَّه والضَّرْج الشَّقُّ (٣).

واستشهد ابن منظور بقول ذي الرّمة يصف:

نساء ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائب حُرَّةٍ: أَي شَقَقْنَ ويروى بالحاء أَي أَلقين، وقال ابن منظور أيضاً: وفي حديث المرأَة صاحبة المَزادَتَيْن تَكاد تَتَضَرَّجُ من المِلْءِ أَي تنشقُّ، وتَضَرَّج الثوبُ: انشقَّ، وقال هميان يصف أَنياب الفَحل: أَوْسَعْنَ من أَنيابه المَضارِجِ، والمَضَارِج المَشاقُّ وتَضَرَّح الثوب إِذا تَشَقَّقَ (٤).

وهذا ما اكده الزبيدي أيضاً (٥).

فرواية ابن ماهان "تنضرج من الملء" ورواية ابن سفيان "تنضرج من الماء"، فلم تبين رواية ابن ماهان من أي شيء الملء لولا سياق الحديث انهم عطشوا فملأوا اوعيتهم من الماء، ورواية ابن سفيان تنضرج من الماء، والماء لا يضرّج شيئاً لولا الامتلاء، فيصح الجمع بينهما تنضرج من ملء الماء على المعنى.

ونقل اهل اللغة وغريب الحديث رواية ابن ماهان (٦). مما يدل على وجودها واعتمادها، وروى البخاري (٧) ما يقرب من رواية ابن ماهان بلفظ "وهي تكاد تنضُّ من الملء"، ومثلما رواه مسلم عند ابن سفيان رواه البيهقي في دلائل النبوة (٨).


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ٣٧٢.
(٢) الصحاح في اللغة: الجوهري ١/ ٤٠٧.
(٣) المحكم والمحيط الأعظم ٣/ ٢٤٧، لسان العرب ٢/ ٣١٣، تاج العروس من جواهر القاموس ٢/ ٣١٣.
(٤) لسان العرب، المصدر نفسه.
(٥) تاج العروس من جواهر القاموس ٢/ ٣١٣.
(٦) النهاية في غريب الحديث ٣/ ١٧٠، لسان العرب ٢/ ٣١٣.
(٧) صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، الحديث رقم ٣٣٧٨، ٣/ ١٣٠٨. ... =
(٨) = (٨) دلائل النبوة للبيهقي: جماع ابواب غزوة تبوك، جماع ابواب دعوات نبينا - صلى الله عليه وسلم - المستجابة في الاطعمة، باب ما ظهر في مزادتي المرأة ببركة دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث رقم ٢٣٦٩.

<<  <   >  >>