للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.......................................................................................... ــ

مفعوله وهو الخيف فوجب نصبه، لكن روى الطبراني بلفظ: "منزلنا غداً ان شاء الله بالخيف الأيمن ... " (١) فلم يذكر فيه "إذا فتح الله" وهو ما يؤيد رواية مسلم في نسخة ابن ماهان دون ذكر الجملة الاعتراضية والحديث الذي قبله عند مسلم يدل على ما ذهبنا إليه وهو الرواية بالمعنى وفيه "نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة ... " دون ذكر "ان شاء الله".

فقوله: ان شاء الله هو من باب {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: ٢٣ - ٢٤]، وأما قوله: "إذا فتح الله الخيف" فهو من باب قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} [النصر: ١]. قال الزمخشري:" وقرأ ابن عباس: {جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}، بمعنى فتح ونصر" (٢).

فهذه واحدة من نبوآته - صلى الله عليه وسلم - فمرة ذكرها بالشرط وأخرى بلا شرط.

وهو ما رواه ابن ماهان منزلنا الخيف دون الشرط ورواية ابن سفيان بالشرط وهو بمعنى واحد وهو تحقق الفتح والله اعلم. وممن رواه كما رواه للمشارقة البخاري (٣)، والإمام احمد (٤).


(١) المعجم الأوسط: باب الألف، من اسمه احمد، احمد بن يحيى الحلواني، الحديث رقم ٧٧٩، ١/ ٢٣٨.
(٢) الكشاف ١/ ١٣٨٧، تفسير سورة النصر بتصرف.
(٣) صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، الحديث رقم ٤٠٣٣، ٤/ ١٦٥١.
(٤) مسند الإمام احمد بن حنبل: مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة - رضي الله عنه -، الحديث رقم ٨٢٦١، ٢/ ٣٢٢.

<<  <   >  >>