للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٢ - كتاب الجهاد والسير

باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لا نورث ما تركنا فهو صدقة}

حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد (قال ابن رافع حدثنا، وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق)، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وساق الحديث، بمعنى حديث عقيل، عن الزهري، غير أنه قال: ثم قام علي، فعظم من حق أبي بكر، وذكر فضيلته وسابقته، ثم مضى إلى أبي بكر، فبايعه فأقبل الناس إلى علي فقالوا: أصبت وأحسنت، فكان الناس قريبا إلى علي حين قارب الأمر المعروف ٣/ ١٣٨٠.

ــ

قال القاضي عياض: "وفي خبر أبي بكر وعلي، "فكان الناس لعلي قريبا حتى راجع الأمر بالمعروف"، كذا في رواية ابن ماهان، في حديث إسحاق، والباء هنا زائدة، وبإسقاطها قيده شيخنا التميمي عن الحافظ أبي علي، وكذا جاء في غير هذه الرواية الأمر المعروف" (١).

فرواية ابن ماهان بزيادة الباء، وفي رواية ابن سفيان بحذفها، وقبلها عند ابن ماهان "حتى"، وعند ابن سفيان "حين".

وهذه الحروف لها معانٍ متقاربة. فحتى تأتي: "نيابة عن إلى، قال الفراء: تخفض لنيابتها عن إلى، وربما اظهروا إلى بعدها، قالوا: جاء الخبر حتى إلينا. وجمعوا بينهما على تقدير إلغاء احدهما، ومجرورها إما اسم صريح نحو "حتى حين"، أو مصدر مؤول من أن والفعل المضارع، نحو "حتى يقول الرسول لان التقدير: حتى أن يقول، هذا مذهب البصريين، وزاد ابن مالك، في أقسام مجرورها، ان يكون مصدراً مؤولاً من ان وفعل ماضٍِ، نحو "حتى عفو وقالوا" (٢).


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ٧٣.
(٢) الجني الداني في حروف المعاني ١/ ٩٢.

<<  <   >  >>