للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبرسوله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم} قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم قال: وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال: وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس وهو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعنه في عينه ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل}، فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت، ورفع يديه، فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو ٣/ ١٤٠٥.

ــ

الحديث فيه خلافان:

الأول:

قال القاضي عياض: "وفي مسلم: وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر، ووقع عند بعض رواة ابن ماهان على الجيش، والصواب الحسر أي الذين لا دروع معهم، والمراد هنا الرجالة، كما جاء في غير هذا الحديث، وقد رواه ابن قتيبة على الحبَّس بواحدة مشددة وفسره بالرجالة لتحبسهم عن الركبان" (١).

فالرواية من طريق ابن ماهان "على الجيش" جاءت عامة، ومن طريق المشارقة على الحُسَّر فخص بها بعضهم، وهم من لا دروع لهم، وهم الرجالة. قال ابن منظور: "الحاسر خلاف الدّراع والحاسر الذي لا بيضة على رأسه، قال الأعشى:

وفَيْلَقٍ شهباءَ مَلمومةٍ ... تقذِف بالدارع والحاسر (٢)

ويروى تَعْصِفُ والجمع حُسَّرٌ ... ويقال للرَّجَّالَةِ في الحرب الحُسَّرُ وذلك أَنهم يَحْسُِرُون عن أَيديهم وأَرجلهم وقيل سُمُّوا حُسَّراً؛ لأَنه لا دُرُوعَ عليهم ولا بَيْضَ، وفي حديث فتح مكة أَن أَبا عبيدة كان يوم الفتح على الحُسَّرِ هم الرَّجَّالَةُ، وقيل هم الذين لا دروع لهم ورجل حاسِرٌ لا عمامة على راسه، وامرأَة حاسِرٌ بغير هاء إِذا


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ١٦٧.
(٢) المعاني الكبير ص٢٢٢، محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ص ١٥٥.

<<  <   >  >>