للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥١ - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار

[باب الحث على ذكر الله تعالى]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي بِشِبْرٍ تَلَقَّيْتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ تَلَقَّيْتُهُ بِبَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ جِئْتُهُ أَتَيْتُهُ بِأَسْرَعَ} ٤/ ٢٠٦١.

ــ

قال القاضي عياض: "وقوله: في باب من تقرب إلي شبرا وإذا تلقاني بباع جئته بأسرع، كذا لابن ماهان والفارسي وعند العذري أتيته بأسرع، كذا عنده قيل لعله بباع حيث أتيته بأسرع والظاهر أنها لفظة بدل من الأخرى جمعهما الخط غلطا" (١).

وقال الإمام النووي: "قوله تعالى في رواية محمد [يعني ابن رافع]: "إذا تلقاني بباع جئته أتيته، هكذا هو في أكثر النسخ بأسرع فقط، وفي بعضها أتيته وهاتان ظاهرتان، والأول صحيح أيضاً والجمع بينهما للتوكيد وهو حسن لاسيما عند اختلاف اللفظ، والله اعلم" (٢).

وأيد الإمام السيوطي ما قاله الإمام النووي (٣).

ومن معاني أتيت: المجيء برغبة، قال الراغب الأصفهاني: "الإتيان مجيء بسهولة ومنه قيل للسيل المار على وجهه أتِيٌّ وأتاويٌ" (٤).

والمجيء: "الإتيان جاء جيئاً ومجيئاً ... وجاء في فجئته أجيئه أي غالبني بكثرة المجيء فغلبته" (٥). وقال الفيروز آبادي: "جاءني فجئته: غالبني بكثرة المجيء


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ١٦٨.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ٩/ ٣٦.
(٣) ينظر الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ٦/ ٤٣.
(٤) المفردات في غريب القرآن: (تأليف: الراغب الأصفهاني أبي القاسم الحسين بن محمد ت ٥٠٢هـ)، ضبطه وراجعه: محمد خليل عيتاني، دار المعرفة، بيروت - لبنان، ط٢، ١٤٢٠هـ -١٩٩٩م.
(٥) لسان العرب١/ ٥١.

<<  <   >  >>