للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في امرئ، إلا دخل الجنة» ].

في هذا الحديث ما يدل على أن خصال الخير إذا اجتمعت زاد وقعها، وعظم مكانها، فإن العبد إذا وفقه الله تعالى في يوم من عمره، فما زاد بأن يكون صائما لله عز وجل، فيمد الله تعالى بسره في الامتناع عن الطعام والشراب لأجله، ثم انضم إلى ذلك أن يقوم بفرض عن المسلمين كلهم في اتباع جنازة مسلم، فيواري سوءة أخيه، ويكون شافعا إلى ربه فيه وواضعا عن المسلمين بذلك فرضا كانوا يأثمون كلهم لو تركوه .

ثم وفق لأن يضم إلى ذلك أن يطعم مسكينا عاجزا عن إطعام نفسه ؛ فيُرفده من قوته وكده، وهو لا يرجو أن يقابله على ذلك.

ثم يضيف إلى ذلك أن يعود مريضا، فيجبر قلب أخيه في مرضه ، ويتعهد بذلك خبره، ويتفقد حاله بلقائه ، فإن هذه الأشياء إذا اجتمعت في شخص واحد دخل الجنة ، وهذه الخصال اجتمعت لأبي بكر رضي الله عنه في يوم واحد (٥٠/أ).

غير أن الحديث لم يعلق دخول الجنة على اشتراط اجتماعهن في يوم واحد، فلا يبعد أن يتناول ذلك اجتماعهن في العمر لا في اليوم، فإن فضل الله واسعٌ، إلا أن لاجتماعهن في اليوم الواحد زيادة فضل، ولذلك خصَّ باجتماعهن أبو بكر رضي الله عنه .

.

.

.

.

.

. -

- - .

. .

..

<<  <  ج: ص:  >  >>