للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَاّ الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَاّ اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى

ــ

عاما فالمراد به الخاص وأما ذكر الصورة فاعلم أن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله سبحانه وتعالى وصفاته منفية فيؤول إما بأن الصورة بمعنى الصفة كقوله صورة هذا الأمر كذا يريد صفته وإما بأنه خرج على نوع من المطابقة لأن سائر المعبودات المذكورات فله صور كالشمس وغيرها. القاضي عياض: يحتمل أن يكون يظهر الله لهم في صورة ملائكته التي لا تشبه صفات الإله ليختبرهم وهذا آخر اختبار المؤمنين فإذا قال لهم هذا الملك أو هذه الصورة أنا ربكم رأو عليه من علامة المخلوق ما ينكرونه ويعلمون أنه ليسربهم ويستعيذون بالله منه. قوله (ظهراني) بفتح الظاء وسكون الهاء وفتح النون أي بين ظهريها والألف والنون زيدتا للمبالغة وقيل لفظ الظهر مقحم أيضا ومعناه يمد الصراط عليها وفيه إثبات الصراط وهو جسر على متن جهنم أدق من الشعر وأحد من السيف يمر عليه الناس كلهم. قوله (لا يتكلم) أي لشدة الأهوال والمراد لا يتكلم في حال الإجازة والأفق يوم القيامة مواطن يتكلم الناس فيها وتجادل كل نفس عن نفسها وكلام الرسل سلم هذا من كمال شفقتهم ورحمتهم للخلق. قوله (كلاليب) جمع كلوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة حديدة معطوفة الرأس يعلق عليها اللحم ويرسل في التنور وكذا هي آلة لاجتذاب الدلو من البئر ويقال لها أيضا كلاّب بضم الكاف. الجوهري: الكلوب المنشار و (السعدان) بفتح المهملة الأولى وسكون الثانية وبإهمال الدال نبت له شوكة عظيمة من كل الجوانب مثل الحسك وهو أفضل مراعي الإبل ويقال مرعى ولا كالسعدان و (يخطف) بفتح الطاء وكسرها ومعناه يخطفهم بسبب أعمالهم القبيحة أو على حسب أعمالهم وبقدرها. قوله (يوبق) بلفظ المجهول يقال وبق الرجل إذا هلك وأوبقه

<<  <  ج: ص:  >  >>