للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ «أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِى إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ. فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ. قَالَ أَىْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ. قَالَ فَالآنَ. فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ». قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم «فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ»

ــ

أي ابن غيلان بفتح المعجمة مر في باب النوم قبل العشاء (ابن طاوس) هو عبد الله في باب المرأة تحيض قوله (صكه) أي ضربه بحيث فقأ عينه يدل عليه لفظ (فرد الله عليه عينه) قيل أتاه في صورة الآدمي فلما فقأ عينه رده الله إلى صورته التي هو عليها أو رد إليه عين الصورة البشرية ليرجع إليه على كمال الصورة فيعتبر موسى عليه السلام بذلك قوله (قال) أي موسى يا رب ثم بعد ذلك السنوات ما يكون و (يدينه) أي يقربه (من الأرض المقدسة) أي بيت المقدس دنوا لو رمى رام بحجر من ذلك الموضع الذي هو الآن موضع قبره لوصل إلى بيت المقدس. قوله (الكثيب) أي الرمل المجتمع وفيه أن قبر موسى عليه السلام تمت وأن الملك يتشكل بصورة الإنسان. الخطابي: فإن قيل كيف يجوز أن يفعل موسى الملك مثل هذا الصنيع أو كيف تصل يده إليه أو كيف لا يقبض الملك روحه ولا يمضي أمر الله فيه؟ قلت أكرم الله موسى عليه السلام في حياته بأمور أفرده بها فلما دنا موته لطف أيضاً له بأن لم يأمر الملك أن يأخذ روحه قهراً لكن أرسله على سبيل الامتحان في صورة البشر فاستنكر موسى شأنه ودفعه عن نفسه فأتى ذلك على عينه التي ركبت في صورته البشرية التي جاء فيها دون الصورة الملكية وقد كان في طبع موسى صلوات الله وسلامه عليه حدة روى أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته ناراً وقد جرت السنة بحفظ النفس ودفع الضرر ومن شريعتنا أن من اطلع على حرم قوم حل لهم أن

<<  <  ج: ص:  >  >>