للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب تطوع قيام رمضان من الإيمان]

٣٦ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ

ــ

مشقة ولئن سلمنا فربما ينجر إلى تشريع مودوده فيصير سبباً للمشقة أو نقول اللام فيه جواب لقسم محذوف أي والله لوددت (وأقتل وأحيا) بضم الهمزة فيهما في الخمسة. فإن قلت القرار إنما هو على حالة الحياة فلم جعل النهاية هي القتل. قلت المراد هو الشهادة فختم الحال عليها أو أن الأحياء للجزاء هو معلوم شرعاً فلا حاجة إلى ودادته لأنه ضروري الوقوع وثم ههنا وإن دل على التراخي في الزمان حمله على التراخي في الرتبة هو الوجه لأن المتمني حصول مرتبة بعد مرتبة إلى أن ينتهي إلى الفردوس الأعلى. النووي: في الحديث فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله والحث على حسن النية وبيان شدة شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم واستحباب طلب القتل في سبيل الله وجواز قول الإنسان وددت حصول كذا من الخير الذي يعلم أنه لا يحصل وفيه أنه إذا تعارض مصلحتان بدئ بأهمهما وأنه يترك بعض المصالح لمصلحة أرجح منها أو لخوف مفسدة تزيد عليها قال وقالوا هذا الفصل وإن كان ظاهرة أنه في قتال الكفار يدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوه وفيه أن الجهاد فرض كفاية لا فرض عين وفيه تمني الشهادة وتمني ما لا يمكن في العادة من الخيرات وفيه السعي في زوال المكروه والمشقة عن المسلمين. قال ابن بطال هذا الباب حجة في أن الأعمال إيمان لأنه لما كان الإيمان بالله هو المخرج له في سبيله كان الخروج إيماناً بالله لا محالة كما تسمى العرب الشيء باسم ما يكون من سببه وتقول للمطر سماء لأنه من السماء ينزل قال البخاري رضي الله عنه (باب تطوع قيام رمضان من الإيمان) وفي بعض النسخ شهر رمضان وتطوع إعرابه رفع لا غير ومعناه التكلف في الطاعة والتطوع بالشيء التبرع به وفي اصطلاح الفقهاء التنفل والمراد من القيام هو القيام بالطاعة في لياليه. قوله: (إسماعيل) هو ابن أبي أويس الأصبحي المدني ابن أخت شيخه يعني الإمام المشهور مالك رضي الله عنه و (ابن شهاب) هو أبو بكر الزهري قوله: (حميد) بضم الحاء هو إبراهيم ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو عثمان ابن عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرة القرشي الزهري المدني وأمه أخت عثمان بن عفان رضي الله عنه أول المهاجرات من مكة إلى المدينة توفي سنة خمس وتسعين أو خمس ومائة ورجال هذا الإسناد كلهم

<<  <  ج: ص:  >  >>