للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

[باب صوم رمضان احتسابا من الإيمان]

٣٧ - حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ

ــ

مدنيون. قوله: (من قام رمضان) أي قام بالطاعة في ليالي رمضان والعرف يشهد له. قوله: (إيماناً) أي للإيمان أو من جهة الإيمان أو حال الإيمان والمراد منه أما الإيمان بكل ما وجب الإيمان به أو بأن هذا القيام حق وطاعة أو بأنه سبب للمغفرة لما تقدم من الوجوه فيه وفي دلالته على الترجمة أيضاً في باب قيام ليلة القدر مع سائر أبحاثه وحمل العلماء القيام على صلاة التراويح. النووي التحقيق أن يقال التراويح محصلة لفضيلة قيام رمضان ولكن لا تنحصر الفضيلة فيها ولا يخص المراد بها بل في أي وقت من الليل صلى تطوعاً حصل هذا الفضل وفيه جواز قول رمضان بغير إضافة شهر إليه ثم المشهور في هذا الحديث وشبهه كحديث غفران الخطايا بالوضوء وبصوم عرفة وأن المراد غفران الصغائر لا الكبائر كما في حديث الوضوء ما لم يؤت بكبيرة قال وفي التخصيص نظر لكن أجمعوا أن الكبائر لا تسقط إلا بالتوبة أو بالحد. فإن قيل قد ثبت هذا الحديث في قيام رمضان والآخر في صيامه وثبت صوم عرفة كفارة سنتين ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ومن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ونحوه فهذه الأحاديث هل هي متداخلة أم كيف يقال فيها. فالجواب أن كل واحدة من هذه الخصال صالحة لتكفير الصغائر فإن صادفتها كفرتها وإن لم تصادفها فإن كان فاعلها سالماً من الصغائر لكونه غير مكلف كالصغير أو موفقاً لم يفعل صغيرة أو فعلها وتاب أو فعلها وعقبها بحسنة أذهبتها (إن الحسنات يذهبن السيئات) فهذا يرفع له بها درجات ويكتب له بها حسنات وقال بعض العلماء ويرجى أن يخفف عنه بعض الكبائر أن كان لفاعلها وقال أصحابنا يكره قيام الليل كله ومعناه الدوام عليه لا ليلة أو عشر ونحوه ولهذا اتفقوا على استحبابه ليلة العيد وغيره. قال البخاري رضي الله عنه (باب صوم رمضان) قوله: (احتساباً) أي للاحتساب أو من جهة الاحتساب وإنما اكتفى به ولم يقل إيماناً واحتساباً إما لأنه لما كان حسبة لله تعالى خالصاً لا يكون إلا للإيمان وإما لأنه اختصره بذكره إذ العادة الاختصار في التراجم والعناوين. قوله: (ابن سلام) هو محمد بن سلام البيكندي البخاري

<<  <  ج: ص:  >  >>