للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ

وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا وَصَحِّحْهَا لَنَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ قَالَتْ وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ

ــ

يحشى به خصاص البيت و {المجنة} بفتح الميم والجيم والنون ثلاثتها موضع على أميال من مكة وقيل كان هو سوقا في الجاهلية و {شامة} بالمعجمة و {طفيل} بفتح المهملة وكسر الفاء قال الجوهري إنهما جبلان, الخطابي: كنت أحسب أنهما جبلان حتى ثبت عندي أنهما عينان ولفظ {أردن} و {يبدون} بنون التوكيد الخفيفة من الورود والبدو وهو الظهور قوله {شيبة} ضد الشباب ابن ربيعة ضد الخريف و {عتبة} بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة و {أمية} بضم الهمزة وفتح الميم وشدة التحتانية {ابن خلف} بالمعجمة واللام المفتوحتين, وقوله {كما أخرجونا} فإن قلت بماذا شبه قلت معناه اللهم أبعدهم من رحمتك كما أبعدونا من مكة و {الوباء} ممدودا ومقصورا قال الجوهري هو المرض العام وقال النووي هو الموت الذريع وقال الأطباء هو عفونة الهواء, قوله {صاعنا} أي صاع المدينة وهو كيل يسع أربعة أمداد والمد رطل وثلث رطل عند أهل الحجاز ورطلان عند أهل العراق والظاهر أن المراد البركة في نفس الكيل بحيث يكفي المد في المدينة لمن لا يكفيه في غيرها وقيل يحتمل أن ترجع البركة إلى التصرف بها في التجارة وأرباحها أو إلى كثرة ما يكال بها من غلاتها وثمارها أو في المكيل بها لا تساع عيثهم عند الفتوح حين كثرة الحمل إلى المدينة وزاد مدهم وصار هاشميا مثل مد الرسول مرتين أو مرة ونصفا وفيه إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم قوله {الجحفة} بضم الجيم وسكون المهملة , ميقات أهل مصر وكان سكانها في ذلك الوقت يهود وفيه دليل من دلائل النبوة إذ لا يشرب أحد من مائها إلا صار محموما قال الأصمعي لم يولد أحد بغدير خم وهو من الجحفة فعاش إلى ان يحتلم إلا أن يتحول منها فإن قلت كيف قدموا على الوباء وفي الحديث النهي

<<  <  ج: ص:  >  >>