للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ قُلْتُ أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أَيُّكُمَا قَتَلَهُ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَالَ هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا قَالَا لَا فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ

٢٩٣٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ

ــ

ابن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي فرعون هذه الأمة و (لا يفارق سوادي سواده) أي شخصي شخصه و (الأعجل) أي الأقرب أجلا و (لم أنشب) بفتح الشين المعجمة أي لم ألبث، قوله (معاذ) بضم الميم وخفة المهملة وبالمعجمة (ابن عمرو بن الجموح) بفتح الجيم وخفة الميم وبالمهملة الأنصاري، قوله (وكانا) أي الغلامان القاتلان له ومعاذ هو مثل ما تقدم وهو ابن الحارث وأمه عفراء بفتح المهملة وسكون الفاء وبالراء وبالمد، فإن قلت لم خصص ابن الجموح بالسلب وهما اشتركا في القتل، قلت القتل الشرعي الذي يتعلق به استحقاق السلب وهو الإثخان إنما وجد منه وإنما قال صلى الله عليه وسلم كلا كما قتله تطييبا لقلب الآخر من حيث أن له مشاركة في قتله وإنما أخذ السيفين ليستدل بهما على حقيقة كيفية قتلهما فعلم أن ابن الجموح هو المثخن، وقال المالكية إنما أعطاه لأحدهما لأن الإمام مخير في السلب يفعل فيه ما يشاء، فإن قلت قد جاء في غزوة بدر أن الذي ضربه هو ابنا عفراء أي معاذ ومعوذ بلفظ المفعول من التعويذ بإعجام الذال وذكر أيضا ثمة أن ابن مسعود هو الذي أجهزه وأخذ رأسه فما التوفيق بينهما، قلت يحتمل أن الثلاثة اشتركوا في قتله وكان الإثخان من ابن الجموح وجاء ابن مسعود بعد ذلك وبه رمق فحز رقبته وفي الحديث المبادرة إلى الخيرات والغضب لله ولرسوله وأنه لا ينبغي أن يحتقر الصغار في الأمور الكبار، قوله (ابن أفلح) بفتح الهمزة واللام وسكون الفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>