للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِىَ تَبْكِى فَقُلْتُ طَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ لَا أَدْرِى. ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ قَالَ «لَا». فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ

ــ

قلت الأنصاري همنا صار علما لهم فهو كالمفرد فلهذا نسبه إليه بدون الرد. قوله (يوم وبته) أي يوما من أيام نوبته. و (فضرب) عطف علي مقدر أي فسمع اعتزال الرسول صلي الله عليه وسلم عن زوجاته فرجع إلي العوالي فجاء إلي بابي فضرب ومثل هذه الفاء تسمي بالفاء الفصيحة قوله (ففزعت) بكسر الزاي أي فخفت لأن الضرب الشديد كان علي خلاف العادة وسيجيء الحديث في كتاب تفسير القرآن مبسوطا قال عمر رضي الله عنه كنا نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد يسير إلينا وقد امتلأت صدورنا منه فتوهمت لعله جاء إلي المدينة فخفت لذلك. قوله (أمر عظيم) أراد اعتزال الرسول صلي الله عليه وسلم عن الأزواج. فإن قلت ما العظمة فيه قلت كونه مظنة للطلاق وهو عظيم لاسيما بالنسبة إلي عمر فإن ابنته احدي زوجاته. قوله (فدخلت) أي قال عمر فدخلت أي نزلت من العوالي فجئت إلي المدينة فدخلت فالفاء فيه فصيحة أيضا وفي بعض النسخ دخلت بدون الفاء. قوله (حفصة) أي ابنته زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم أم المؤمنين روي لها ستون حديثا أخرج البخاري منها ثلاثة وكانت تحت خيس بالخاء المضمومة والنون المفتوحة وإهمال السين المهملة السهمي هاجرت معه ومات عنها فلما تأيمت خطبها رسول الله صلي الله عليه وسلم أم المؤمنين روي لها ستون حديثا أخرج البخاري منها ثلاثة وكانت تحت خيس بالخاء المضمومة والنون المفتوحة وإهمال السين المهملة السهمي هاجرت معه ومات عنها فلما تأيمت خطبها رسول الله صلي الله عليه وسلم وتزوجها سنة اثنتين أو ثلاث من الهجرة ولما طلقها نزل عليه الوحي يقول راحع حفصة فإنها صوامة قوامة وأنها زوجتك في الجنة فراجعها توفيت سنة احدي وأربعين أو خمس وأربعين وصلي عليها موان بن الحكم، قوله (أطلقكن) وفي بعضها طلقكن والهمزة محذوفة منه قوله (الله أكبر) فإن قلت هذا الكلام في أمثال هذه المقامات يدل علي التعجب فما ذلك همنا قلت كأن الأنصاري ظن الإعتزال طلاقا أو ناشئا عن الطلاق فأخبر عمر بالطلاق بحسب ظنه تعجب منه بلفظ الله أكبر قال ابن بطال فيه الحرص علي طلب العلم وفيه أن لطالب اعلم أن ينظر في معيشته

<<  <  ج: ص:  >  >>