للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثاً كَثِيرًا أَنْسَاهُ. قَالَ «ابْسُطْ رِدَاءَكَ» فَبَسَطْتُهُ. قَالَ فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ «ضُمُّهُ» فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئاً بَعْدَهُ.

١٢٠ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ بِهَذَا

ــ

أبو عبد الله المدني الجهنى كان معروف الحديث قال أبو حاتم كان من فقهاء المدينة نحو مالك قال الشافعي ما رأيت في فتيان مالك أفقه منه مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. قوله (ابن أبي ذئب) بكسر الذال المنقطة محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامرى المدنى قال الشافعي ما فاتني أحد فأسفت على الليث وابن أبي ذئب وقال أحمد كان ابن ذئب أفضل من مالك إلا أن مالكا كان أشد تنقية للرجال منه وأقدمه المهدي بغداد حتى حدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة. قوله (سعيد) أي ابن أبي سعيد المقبرى المدني سبق في باب الدين يسر ورجال الاسناد كلهم مدنيون. قوله (يارسول الله) وفي بعضها لرسول الله و (كثيرا) صفة للحديث لأنه باعتبار كونهاسم جنس يطلق على القليل والكتير. و (أنساه) صفة لأخرى والنسيان جهل بعد العلم والفرق بينه وبين السهو أنه زوال عن الحافظة والمدركة والسهو روال عن الحافظة فقط ثم الفرق بين السهو والخطأ أنه ما يتنبه صاحبه بأدنى تنبيه والخطأ لا يتنبه له. قوله (ضم) وفي بعضها ضمه و (بعده) أي بعد هذا الضم وفي بعضها بعد مقطوع عن الاضافة مبنيا على الضم لأن الاضافة منوية فيه فان قلت النسيان من لوازم الانسان حتى قيل انه مشتق من النسيان فما معناه, قلت هذا من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معجزة ظاهرة. فان قلت م المراد بلفظ (شيئا) أهو عام لجميع الأشياء أم خاص بالحديث قلت اللفظ عام لأنه نكرة بعد النفى لكن الظاهر من السياق أنه يريد ما نسيت شيئا من الأحاديث بعد ذلك وسيجى, في بعض الروايات فما نسيت من مقالتي شيئا. فان قلت تقدم أن ابن عمر وكان أكثر حديثا من أبي هريرة لضبطه بالكتابة فاذا لم يكن أبو هريرة من الناسين فلم يكن هو أكتر حديثا منه. قلت لعل ذلك كان قبل هذه القصة أو هو استثناء منقطع ومعناه ما أحد أكثر حديثا مني ولكن ما كان من عبد الله من الكتابة لم يكن مني, فإن قلت مالسر في بسط الرداء وضمه قلت الله اعلم به ولعله أراد تمثيلا في عالم الحس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل كالشيء الذي يغرف منه فأخد غرفة منه ورماها في ردائه وأشار بالضم إلى ضبطه ووجد في بعض النسخ ههنا

<<  <  ج: ص:  >  >>