للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا قَالَ «إِذاً يَتَّكِلُوا». وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّماً

١٢٩ - حدثنا

ــ

يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ ثلاث مرات وقال معاذ لبيك ثلاث مرات أيضا فيكون من باب تنازع العاملين. قوله) صدقا من قلبه (يحترز به عن شهادة المنافقين ولفظ من قلبه يمكن تعلقه يصدقا فالشهادة لفظية ويشهد فالشهادة قلبية وقال بعضهم الصدق كما يعبر به قولا عن مطابقة القول المخبر عنه قد يعبر به فعلا عن تحري الأفعال الكاملة قال تعالى» والذي جاء بالصدق وصدق به «أي حقق ما أورده قولا بما تحراه فعلا. قوله) إلا حرمه الله على النار (معنى التحريم المنع كما في قوله تعالى» وحرام على قرية أهلكناها «فان قلت هل في المعنى فرق بين حرمه الله على النار وحرم الله عليه النار. قلت لا اختلاف إلا في المفهومين وإما المعنيان فمتلازمان فان قلت هل من تفاوت بين ما في الحديث وبين ما ورد في القرآن) حرم الله عليه الجنة (قلت يحتل أن يقال النار متصرفة والجنة متصرف فيها والتحريم إنما هو على المتصرف انسب فروعي المناسبة. فان قلت الا حرمه الله استثناء. عما إذا. قلت من اعم عام الصفات أي ما احد يشهد كائنا لصفة إلا لصفة التحريم. قوله) أفلا اخبر (فان قلت الهمزة تقتضي الصدارة والفاء تقتضي عدم الصدارة فما وجه جمعهما. قلت المعطوف عليه مقدر بعد الهمزة أقلت ذلك فلا اخبر. قوله) فيستبشروا (النون محذوفة لان الفاء وقعدت بعد النفي أو الاستفهام أو العرض وفي بعضها بالنون أي فهم يستبشرون والبشارة هي إيصال خبر إلى احد يظهر اثر السرور منه على بشرته. قوله) إذن (هو جواب وجزاء أي إن أخبرتهم يتكلموا وكأنه قال لا تخبرهم لأنهم حينئذ يتكلموا على الشهادة المجردة لا يشتغلون بالإعمال الصالحة والاتكال أصله الاوتكال فقلبت الواو تاء وأدغمت التاء في التاء وفي بعضها يتكلموا بالنون من النكال قوله) تأثما (أي تجنبا من الإثم يقال تأثم فلان إذا فعل فعلا خرج به عن الإثم والإثم الذي يخرج به كتمان ما أمر الله بتبليغه حيث قال» وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه «والضمير في موته راجع إلى معاذ وان احتمل إن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالعندية على هذا الاحتمال باعتبار التأخر عن الموت وعلى الأول أي على ما هو الظاهر باعتبار التقدم على الموت. فان قلت واخبر إلى أخره مدرج في الحديث فمن المدرج. قلت انس. فان هذا الحديث هل هو من مساند انس أم من مساند معاذ. قلت هذا السياق دل على انه من مسندات انس نعم لو كان المراد من اخبر بها معاذ انه اخبر بها أنسا ويروي ذلك انس عن أخباره يصير من مسند معاذ واعلم انه جواب عن سؤال مقدر كان قائلا قال لم خالف معاذ

<<  <  ج: ص:  >  >>