للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ نَاساً يَقُولُونَ إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ، فَلَا تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَقَدِ ارْتَقَيْتُ يَوْماً عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ. وَقَالَ لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ، فَقُلْتُ لَا أَدْرِى وَاللَّهِ. قَالَ مَالِكٌ يَعْنِى الَّذِى يُصَلِّى وَلَا يَرْتَفِعُ عَنِ الأَرْضِ، يَسْجُدُ وَهُو

ــ

عليه وسلم وكان مفتيا ثقة كثير الحديث مات بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومائة وواسع بن حبان أي المذكور آنفا واختلف في أنه صحابي أم لا وحبان يحتمل صرفه ومنعه نظرا إلى اشتقاقه من حين بكسر الموحدة إذا طرأ له ألقى أو من حب وفي الإسناد لطيفة وهي أن الثلاثة منهم تابعيون يروى بعضهم عن بعض. قوله (انه كان) أي أن واسعا كان و (بيت المقدس) فيه لغتان مشهورتان فتح الميم وسكون القاف وكسر الدال المخففة وضم الميم وفتح القاف والدال المشددة والمشدد معناه المطهر والمخفف لا يخلو أما أن يكون مصدرا أو مكانا ومعناه بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة وتطهيره إخلاؤه من الأصنام وإبعاده منها أو من الذنوب ثم انه من باب إضافة الموصوف إلى صفته نحو مسجد الجامع. قوله (لقد ارتقيت) اللام هو في جواب قسم محذوف وارتقيت معناه صعدت. و (على لبنتين) حال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا مستقبلا ويحتمل أن يكونا مترادفين وأن يكونا متداخلين. قوله (وقال) أي ابن عمرو الخطاب في لعلك واسع. و (الأوراك) جمع الورك وهو ما بين الفخذ أي لعلك من الذين لا يعرفون السنة إذ لو كنت عارفا بالسنة لعرفت جواز استقبال بيت المقدس ولما التفت إلى قولهم وإنما كنى عن الجاهلين بالسنة بالذين يصلون على أوراكهم لأن المصلى على الورك لا يكون إلا جاهلا بالسنة وإلا لما صلى عليه والسنة في السجود التخوية أي أن لا يلصق الرجل بالأرض بل يرتفع عنها. قوله (لا أدري) أي لا أدري أنا منهم أم لا أو لا أدري السنة في الاستقبال ببيت المقدس. قوله (قال مالك) يعني فسر الصلاة على الورك باللصوق بالأرض حالة السجود وهو أما قول البخاري نقله تعليقا وأما قول عبد الله فيكون داخلا تحت الإسناد المذكور قال

<<  <  ج: ص:  >  >>