للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هُنَاكُمْ قَالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَاتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ قَالَ فَيَاتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا قَالَ فَيَاتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ قَالَ فَيَاتُونَ

ــ

حتى يهموا من الهم بمعنى القصد والحزن معروفا ومجهولا وفي صحيح مسلم يهتموا أي يعتنون بسؤاله الشفاعة وإزالة الكرب عنهم و {لو استشفعنا} جوابه محذوف أو هو للتمني و {يريحنا} من الإراحة بالراء و {لست هناكم} أي لست أهلا لذلك وليس لي هذه المنزلة و {التي أصاب} أي التي أصابها و {أكله} منصوب بأنه بدل وبيان للخطيئة أو بفعل مقدر نحو يعني وفي بعضها ويذكر أكله بحذف لفظ الخطيئة التي أصاب، قوله {أول نبي} فإن قلت لزم منه أن آدم لم يكن نبيا قلت اللازم ليس كذلك بل كان نبيا لكن لم يكن له أهل زمن يبعث إليهم وله أجوبة سبقت قريبا. قوله {سؤاله} هو دعاؤه بقوله {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} والكلمات الثلاث: إني سقيم، وبل فعله كبيرهم، وهذه أختي. قال القاضي: هذا يقولونه تواضعا وتعظيما لما يسألونه وإشارة إلى أن هذا المقام لغيرهم ويحتمل أنهم علموا أن صاحبها محمد صلى الله عليه وسلم ويكون إحالة كل واحد منهم على الآخر ليصل بالتدريج إلى محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم إظهارا لفضيلته وكذلك إلهام الله الناس لسؤالهم عن آم وغيره فإنهم إذا سألوهم وامتنعوا ثم سألوه وأجاب وحصل غرضهم علموا ارتفاع منزلته وكمال قربه وإن هذا الأمر العظيم لا يقدر على الإقدام عليه غيره صلى الله عليه وسلم وهو الشفاعة العظمى انتهى. وأعلم أن الخطايا في الأنبياء عليهم السلام إما صغائر سهوية وإما قبل النبوة وإما ترك الأولى لوجوب عصمتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>