للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}

سَخَّرَ ذَلَّلَ

٧٠١٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ

بَاب فِي الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ

{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ}

ــ

فسبحان من لا يسهو، قوله {سخر} أي ذلّله وجعله منقادا وذلك هو تمام الآية وهو {والشمس والقمر مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر} أي كلامه، قوله {وتصديق كلماته} في بعضها كلمته وهي مثل قوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأمواله بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون} الآية والمقصود من هذه الأبواب إثبات أن الله تعالى متكلم بالكلام. {باب في المشيئة والإرادة} ولها تعريفات مثل اعتقاد النفع في الفعل وأو تركه والأصح أنها صفة مخصصة لأحد طرفي المقدور بالوقوع والمشيئة ترادفها وقيل هي الإرادة المتعلقة بأحد الطرفين. قوله {قال تعالى: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} وقد يقال هنا على سبيل المغلطة نكتة وهي أنه يجب وقوع جميع مرادات العبد لأن ما شاء العبد يشاء الله تعالى بالآية وكلما يشاء الله يجب وقوعه بإجماع أهل الحق فما شاء العبد يجب وقوعه وحلها هو بأن مفعول يشاء الله هو المشيئة لا الشيء يعني ما تشاؤون شيئا إلا أن يشاء

<<  <  ج: ص:  >  >>