للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَبْلُغَ مَامَنَهُ حَيْثُ جَاءَهُ النَّبَأُ الْعَظِيمُ الْقُرْآنُ {صَوَابًا} حَقًّا فِي الدُّنْيَا وَعَمَلٌ بِهِ

بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ {وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وَقَوْلِهِ {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ}

وَقَالَ عِكْرِمَةُ {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ} وَ {مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ وَمَا ذُكِرَ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ

ــ

وبلغه إليه وأمنه عند السماع فإن أسلم فذاك وإلا فرده إلى مأمنه من حيث أتاك، قوله {النبأ العظيم} أي ما قاله تعالى {عم يتساءلون عن النبأ العظيم} أي القرآن أي فأجب عن سؤالهم وبلغ القرآن إليهم وقال {لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} أي قال حقا في الدنيا وعمل به فإنه يؤذن له في القيامة بالتكلم فغن قلت ما وجه ذكره ههنا قلت عادة البخاري رحمه الله تعالى أنه إذا ذكر آية مناسبة للمقصود يذكر معها بعض ما يتعلق بتلك السورة التي فيها تلك الآية ثبت عنده من تفسيره على سبيل التبعية. {باب قوله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا} قوله {إلا وهم مشركون} فإن قلت الإيمان والكفر يعني الشرك كيف يجتمعان قلت الإيمان بجميع ما يجب الإيمان به لا يجتمع به إلا الإيمان بالله تعالى فيجتمع بأنواع من الكفر وقال عكرمة المفسر قول ابن عباس إيمانهم أنهم يقولون الله خالق كل شيء وكفرهم عبادته غيره قوله {وما ذكر} عطف على قول الله مضافا إليه الباب والخلق لله والكسب للعباد فإن قلت الترجمة مشعرة بأن المقصود من الباب إثبات نفي الشريك عن الله تعالى فكان المناسب ذكره في أوائل كتاب التوحيد قلت ليس المقصود ذلك بل هو بيان أفعال العباد بخلق الله تعالى إذ لو كانت أفعالهم بخلقهم لكانوا شركاء لله تعالى وأندادا له في الخلق ولهذا عطف وما ذكر عليه وفيه الرد على الجهمية حيث قالوا لا قدرة للعبد أصلا وعلى المعتزلة حيث قالوا لا دخل لقدرة الله تعالى فيها إذ المذهب الحق أن لا جبر

<<  <  ج: ص:  >  >>