للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ». قَالَ يَقُولُ عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ

باب الاستعانة بالنجّار والصنّاع في أعواد المنبر والمسجد

٤٣٩ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَن أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى امْرَأَةٍ أَنْ مُرِى غُلَامَكِ النَّجَّارَ يَعْمَلْ لِى أَعْوَادًا أَجْلِسُ

ــ

الله عنه بعث عماراً إلى الخوارج ليدعوهم إلى الجماعة. قلت لأن لفظ تقتله الفئة الباغية يأباه لأنهم ما قتلوه، نعم على النسخ التي لم توجد فيها هذه الجملة هو الجواب لا غير. قال ابن بطال: هذا إنما يصح في الخوارج الذين بعث إليهم علي رضي الله عنه عماراً يدعوهم إلى الجماعة وليس يصح في أحد من الصحابة لأنه لا يجوز لأحد أن يتأول عليهم إلا أفضل التأويل، وفي الحديث أن التعاون في بنيان المسجد أفضل الأعمال لأنه مما يجري للإنسان أجره بعد مماته ومثل ذلك حفر الآبار وتحبيس الأموال التي يعم العامة نفعها، وفيه أن العالم له أن يتهيأ للحديث ويجلس له جلسته، وفيه أن الرجل العالم يبعث ابنه إلى عالم آخر ليتعلم منه لأن العلم لا يحوي جميعه أحد وأن أفعال البر للإنسان أن يأخذ منها ما يشق عليه إن شاء كما أخذ عمار لبنتين وفيه علامة النبوة لأنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بما يكون وكان كما قال وفي استعاذة عمار منها دليل على أنه لا يدري أحد في الفتنة أمأجور هو أو موزور إلا بغلبة الظن ولو كان مأجوراً ما استعاذ بالله من الأجر. أقول وفيه إصلاح حال البساتين وعمارتها وإكرام لرئيس المرءوس عند إظهار جده في فعل الخير والدعاء له (باب الاستعانة بالنجار) قوله (الصناع) بلفظ الجمع (والمسجد) إما عطف على المنبر أو على العود وفي الترجمة تعميم بعد تخصيص عكس وملائكته وجبريل قوله (أبو حازم) بالمهملة وبالزاي أبو عبد العزيز واسمه سلمة والإسناد بعينه تقدم في باب نوم الرجل في المسجد. قوله مرى) هو أفصح من اؤمري لأنه في ابتداء الكلام واسم الغلام باقرم بالموحدة وبالقاف و (أعواداً) أي منبراً مركباً منها و (يعمل) مجزوم بأنه جواب الأمر و (أجلس) مرفوع. فإن قلت الأمر بالأمر بالشئ أمر بذلك الشئ أم لا، وهل الغلام مأمور من قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا. قلت قد اختلف الأصوليون في مثله والأصح عدمه وذلك كقوله - صلى الله عليه وسلم - مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين. فإن قلت الحديث لا يدل على الشق الآخر من الترجمة

<<  <  ج: ص:  >  >>