للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُبَيْدَ اللَّهِ الْخَوْلَانِىَّ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّى سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِى الْجَنَّةِ»

ــ

هو ابن الحارث الملق بدرة الغواص في باب المسح على الخفين و (بكير) مصغراً مخففاً ابن عبد الله الأشج المدني خرج قديماً إلى مصر فنزل بها والأربعة أفاضل مصريون و (عاصم) هو الأوسي الأنصاري مات بالمدينة سنة عشرين ومائة و (عبيد الله) هو ابن الأسود الخولاني بفتح المعجمة وسكون الواو وبالنون زينب ميمونة أم المؤمنين. قوله (عند قول الناس فيه) وذلك أن بعضهم كانوا ينكرون عليه تغيير بناء المسجد وجعله بالحجارة المنقوشة والقصة. قوله (أكثرتم) أي الكلام في الإنكار على فعلي و (بنى الله له) هو جزاء الشرط ولفظ (قال بكير إلى وجه الله) إدراج من عمر ووقع في البين معترضة ولفظ ينبغي على تقدير ثبوته في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - حال من فاعل من بنى، والمراد بوجه الله ذات الله. فإن قلت هل هو خاص بمن باشر البناء أم عام لمن أمر بالبناء أيضاً، قلت عام لهما، فإن قلت فيلزم منه إرادة المعنى الحقيقي والمجازي باستعمال واحد وذلك ممتنع، قلت لا امتناع فيه عند الشافعي وأما عند غيره فيحمل على معنى مجازي يتناول الحقيقة وذلك المجاز ومثله يسمى بعموم المجاز، فإن قلت ما قولك في إسناد البناء إلى الله تعالى، قلت هو مجاز اتفاقاً قطعاً. فإن قلت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فما معنى التقييد بمثله، قلت إما أنه - صلى الله عليه وسلم - قال قبل نزول الآية الكريمة أو أن المثلية إنما هي بحسب الكمية والزيادة تحصل بحسب الكيفية أو أن التقييد به لا يدل على نفي الزيادة أو أن المقصود منه بيان المماثلة في أن جزاء هذه الحسنة من جنس العمل لا من غيره. قال النووي: يحتمل أن يكون معناه بنى الله له مثله في مسمى البيت وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها وأنها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أو معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا. وقال ابن بطال المساجد بيوت الله تعالى وقد أضافها الله تعالى إلى نفسه بقوله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>