للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا». ثُمَّ قَرَأَ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ.

٥٣١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ

ــ

(لا تغلبوا) بلفظ المجهول. فإن قلت ما المراد بلفظ افعلوا إذ لا يصح أن يراد افعلوا الاستطاعة أو افعلوا المغلوبية. قلت عد المغلوبية كناية عن الإتيان بالصلاة لأنه لازم الاتيان وكأنه قال فأتوا بالصلاة فاعلين لها. قوله (فسبح) التلاوة وسبح بالواو لا بالفاء (ولا يفوتنكم) بنون التأكيد والفاعل ضمير عائد إلى الصلاة وهذا الكلام مراد به أن معنى افعلوا هو لا يفوتنكم فيكون لفظ لا يفوتنكم من كلام اسماعيل تفسيرا لما هو المقصود من افعلوا وفى الحديث أن رؤية الله تعالى ممكنة وأنها ستقع فى الآخرة للمؤمنين كما هو مذهب الجماعة , وقررنا المسالة بما فيها وعليها فى كتابنا الكواشف فى شرح المواقف. ومعنى التشبيه أنكم ترونه رؤية محققة لا شك فيها ولا مشقة ولا خفاء كما ترون القمر كذلك فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئى بالمرئلا وفيه زيادة شرف الصلاتين , وذلك لتعاقب الملائكة فى وقتيها , ولأن وقت صلاة الصبح وقت لذيذ النوم كما قيل:

إن الكرى عن الصباح يطيب

والقيام فيه أشق على النفس من القيام فى غيرها وصلاة العصر وقت الفراغ عن الصناعات وإتمام الوظائف , والمسلم إذا حافظ عليها مع ما فيها من التثاقل والتشاغل فلن يحافظ على غيرها بالطريق الأولى. قوله (يتعاقبون) أى تأتى طائفة ومنه تعقيب الجيوش وهو أن يذهب إلى العدو وقوم ويجىء آخرون وقيل معناه يذهبون ويرجعون , وفيه دليل من قال إظهار ضمير الجمع فى الفعل إذا تقدم وهو لغة بنى الحارث نحو أكلونى البراغيث. وقال أكثر النحاة بضعفه وأولوا أمثاله بأنه ليس فاعلا بل بدل أو بيان كأنه قيل من هم فقيل ملائكة والفاعل مضمر وكرر ملائكة وجىء بها نكرة

<<  <  ج: ص:  >  >>