للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاستقباح إلى جانب المعنى, فإن جنس البيان –وإن كان محمودا في الجملة- فإن فيه ما هو مذموم, لكونه معربا عن باطل, وجنس الشعر-وإن كان مذموما في الجملة- لكنه قد يكون منه ما هو محمود, لاشتماله على حكمة, أو أن منه ما يستغرب, ويقضى له بالعجب, ويقصر عنه العامة, كالسحر الذي لا يقدر عليه كل أحد, فيكون صفة مدح, ولذلك قال فيه عمر بن عبد العزيز: هذا هو السحر الحلال, وجمعه الرسول صلوات الله عليه بما هو مدح.

...

١٢٢١ – ٣٧٢٣ - وعن عمرو بن الشريد, عن أبيه, قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ " قلت: نعم, قال: "هيه", فأنشدته بيتا, فقال: "هيه" ثم أنشدته بيتا, فقال: "هيه" حتى أنشدته مئة بيت.

"وفي حديث شريد بن سويد الثقفي: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟ قلت: نعم, قال: هيه, فأنشدت بيتا.

"أمية بن [أبي] الصلت" ثقفي, من شعراء الجاهلية, أدرك مبادىء الإسلام, وبلغه خبر المبعث, لكنه لم يوفق للإيمان بالرسول صلوات الله عليه, وكان رجلا مترهبا, غواصا في المعاني, معتنيا بالحقائق, مضمنا لها في أشعاره, ولذلك استنشده شعره, وقال فيه:

<<  <  ج: ص:  >  >>