للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب المستحاضة]

(من الصحاح):

" قالت عائشة: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت: يا رسول الله! إني امرأة أستحاض " الحديث.

يقال: (استحيضت المرأة تستحاض) على البناء للمفعول.

وقوله: (وإنما ذلك عرق , وليس بحيض) معناه: أن ذلك دم عرق انشق , وليس بحيض , فإنه دم تميزه القوة المولدة بإذن الله تبارك وتعالى من أجل الجنين , ويدفعه إلى الرحم في مجار مخصوصة , فيجتمع فيه , ولذلك سمي: حيضا , من قولهم: استحوض الماء , أي: اجتمع , فإذا كثر وامتل الرحم , ولم يكن فيه جنين أو كان أكثر مما يحتمله ينصب منه.

وقوله:" فإذا أقبلت حيضتك " يحتمل أن يكون المراد به: الحالة التي كانت تحيض فيها , فيكون ردا إلى العادة.

وأن يكون المراد به: الحال التي تكون للحيض من قوة الدم في اللون والقوام , ويؤيد [هـ] ما روى ابن شهاب , عن عروة , عن فاطمة بنت أبي حبيش: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " إذا كان دم الحيضة فإنه دم أسود يعرف , فإذا كان ذلك فدعي الصلاة ", فيكون ردا إلى التمييز , وقد اختلف العلماء فيه , فأبو حنيفة منع اعتبار التمييز مطلقا , والباقون عملوا بالتمييز في حق المبتدأة , واختلفوا فيما إذا تعارضت العادة

<<  <  ج: ص:  >  >>