للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث السادس والعشرون]

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ فِى حَجَّتِهِ فَقَالَ ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قَالَ وَلاَ حَرَجَ. قَالَ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ وَلاَ حَرَجَ.

قوله: "سُئِل" بضم السين، وقوله: "ذبحتُ قبل أن أرمي" أي الجمرة، فهل يصح وهل علي شيء؟ وقوله: "فأومأ بيده فقال لا حرج" وفي رواية الأصيلي وأبي الوقت قال "فأومأ" وقوله: "فقال" يحتمل أن يكون بيانًا لقوله أومأ ويكون من إطلاق القول على الفعل، كما في الحديث الذي بعده، فقال هكذا بيده، ويحتمل أن يكون حالاً والتقدير، فأومأ بيده قائلًا، لا حرج، فجمع بين الإِشارة والنطق، والأول أليق بترجمة المؤلف، وللأصيليّ "ولا حرج" بالواو، أي صح فعلك، ولا حرج عليك. وقوله: "فأومأ بيده ولا حرج" كذا ثبتت الواو في "ولا حرج" وليست عند أبي ذَرٍ في الجواب الأول، وذلك لأن الأول كان في ابتداء الحكم، والثاني عطف على المذكور أولًا، وهذا السائل الأخير يحتمل أن يكون هو الأول، ويحتمل أن يكون غيره، ويكون التقدير: فقال سائلٌ كذا، وقال آخر. وهو الأظهر ليوافق الرواية التي قبله حيث قال: فجاء آخر. ومباحث هذا الحديث تقدمت في الذي قبله.

رجاله خمسة: الأول موسى بن إسماعيل، مر في الخامس من بدء الوحي، وكذلك ابن عباس أيضًا، ومر أيوب السَّخْتيانيّ في التاسع من كتاب الإيمان، ومر عكْرمة مولى ابن عباس في السابع عشر من كتاب العلم، ومر وهيب بن خالد في تعليق بعد الخامس عشر من الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>