للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث والخمسين من كتاب العلم. وأبو سلمة في الحديث الثالث من بدء الوحي. ومرَّ جعفر بن عمرو وأبوه عمرو في الحديث الذي قبل هذا.

[لطائف إسناده]

منها أن فيه التحديث والإخبار بصيغة الجمع والعنعنة، ورواته ما بين مَرْوَزِي وشامي ومدني. وذكر مواضعه في الحديث الذي قبل هذا، ثم قال المصنف:

وتابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى عنْ أبي سَلَمَةَ عَنُ عَمْرو قالَ: رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-

هذه المتابعة في المتن لا في الإِسناد، وهذا هو السبب في سياق المصنف الإِسناد ثانيًا، ليبين أنه ليس في رواية معمر ذكر جعفر. ولفظ المتن في رواية أبي ذرٍّ: "يمسحُ على عمِامته"، زاد الكُشْمِيْهَني: "وخُفيه"، وسقط ذكر المتن في سائر الروايات في "الصحيح".

وقال ابن بطّال: رواية مَعْمر ليس فيها ذكر العِمامة، وهي أيضًا مُرسلة؛ لأن أبا سلمة لم يسمع من عمرو.

قال في "الفتح": سماع أبي سلمة من عمرو ممكن، فإنه مات بالمدينة سنة ستين، وأبو سلمة مدني، ولم يُوصف بتدليس، وقد سمع من خلق ماتوا قبل عمرو.

وروى بُكَيْر بن الأشجِّ عن أبي سلمة أنه أرسل جعفر بن عمرو بن أُميّة إلى أبيه يسأله عن هذا الحديث، فرجع إليه، فأخبره بها، فلا مانع من أن يكون أبو سلمة اجتمع بعمرو بعد، فسمعه منه. ويقوّيه توفر دواعيهم على الاجتماع في المسجد النبوي.

ورواية مَعْمر أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" عن مَعْمر بدون ذكر العِمامة، لكن أخرجها ابن منده في كتاب الطهارة له من طريق مَعْمر بإثباتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>