للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس المراد بفترة الوحي المدة المذكورة عدم مجيء جِبريل إليه، بل تأخر نزول القرآن فقط. وفي البخاري في التعبير زيادة "حتى حَزنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حزنًا غدا منه مرارًا يَتَردّى من رؤوس شواهقِ الجبال" ولكن هذه الزيادات من بلاغات الزهري، فهي ضعيفة.

وأما رجاله فستة، وفيه ذكر خديجة، وورقة.

الأول: يَحيى بن عبد الله بن بُكَيْر القُرشيّ المَخْزوميّ مولاهم، أبو زكرياء المِصري، الحافظ، وقد ينسب إلى جده.

قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يُحتجُّ به، وكان يفهم هذا الشأن.

وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأصاب؛ فقد احتج به مسلم والبخاري، وكان غزير العلم عارفًا بالأثر من كبار حفاظ المصريين. قال ابن عَدِيّ: كان جار اللَّيث بن سعد، وهو أثبت الناس فيه، وعنده من الليث ما ليس عند أحد. وقال السّاجِيّ: صدوق، روى عن الليث فأكثر. وقال أبو داود: سمعت يحيى بن مَعين يقول: أبو صالح أكثر كتبًا، ويحيى بن بُكَيْر أحفظ منه. وقال ابن مَعين أيضًا: سمع يحيى بن بُكَير "الموطأ" بعرض حبيب، كاتب الليث، وكان شَرَّ عرض، كان يقرأ على مالك خطوط الناس، ويصحف ورقتين وثلاثة، وقال ابن مَعين أيضًا: سألني عنه أهل مصر، فقلت: ليس بشيء، وقال مَسْلَمة بن قاسم: تكلم فيه, لأن سماعه عن مالك إنما كان بعرض حبيبه، وقال الخَلِيليّ: كان ثقة، وتفرد عن مالك بأحاديث، وقال ابن قانِع: مصري، ثقة.

روى عن مالك، والليث، وبكْر بن مُضَر، وحَمّاد بن زيد، وعبد الله بن سُوَيْد المِصْري، وحمزة بن ربيعة، ومُغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، وجماعة.

روى البخاري عنه في مواضع، وروى عن محمَّد بن عبد الله الذي هو الذُّهلي عنه في مواضع، تارة يقول: حدثنا محمَّد ولا يزيد، وتارة

<<  <  ج: ص:  >  >>