للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم في حُلَّة سيراء رآها "لمنديلٌ من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها" وقال:"لو نجا أحد من ضغطة القبر نجا منها سعد. وقال: "إن جبريل عليه السلام، نزل في جنازته مُعْتَجِرًا بعمامة من استبرق، وقال: يا رسول الله، من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعًا يجر ثوبه، فوجد سعدًا قد قُبض، وقال رجل من الأنصار:

وما اهتز عرش الله من موت هالك ... سمعنا به إلا لسعد أبي عمر

وروى سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: قال سعد: ثلاثٌ أنا فيهن رجلٌ يعني كما ينبغي، وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس، ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا قط إلا علمت أنه حق من الله، ولا كنت في صلاة قط فشغلتُ نفسي بغيرها حتى أقضيها, ولا كنت في جنازة قط فتحدثت نفسي بغير ما تقول، ويقال لها، حتى أنصرف عنها. قال سعيد بن المسيب: هذه الخصال ما كنت أظنها إلا في نبي. وروى البخاريّ من حديث أبي سعيد الخُدريّ أنّ بني قُريظة لما نزلوا على حكم سعد، وجاء على حمار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى سيدكم". وأخرج ابن إسحاق أن أُم سعد قالت لما مات سعد:

ويل ام سعد سعدا حزامة وجدا ... وسيدًا معدّا سد به مسدًا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل نادبة تكذب إلا نادبة سعد". وأخرج الطبرانيّ عن ابن عباس قال: جعلت أم سعد تقول:

ويل امِّ سعد سعدًا حزامة وجدا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزيدي على هذا. كان والله ما علمت حازمًا، وفي أمر الله قويًا. له حديث موقوف في البخاريّ، وروى عنه ابن مسعود، وكان استشهاده سنة خمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>