للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث الثامن والخمسون]

حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ قَالَ أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ أَوِ النِّسَاءِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَشَكَا إِلَيْهِ مُعَاذًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ أَوْ فَاتِنٌ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَلَوْلاَ صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ.

قوله: بناضِحين، الناضح بالنون والضاد المعجمة والحاء المهملة، ما استعمل من الإبل في سقي النخل والزرع، وقوله: وقد جنح الليل, أي أقبل بظلمته، وهو يؤيد أن الصلاة المذكورة كانت العشاء كما مرَّ. وقوله: بسورة البقرة أو النساء، زاد أبو داود الطَّيَالِسِيّ عن شُعْبَة "شك مُحارِب" وفي هذا رد على من زعم أن الشك فيه من جابر. قوله: فلولا صليت، أي فهلا صليت. وقوله: فإنه يصلي وراءك، كان هذا هو الحامل لمن وجه بين القصتين، لكن في ثبوت هذه الزيادة في هذه القصة نظر، لقوله بعدها: أحسب هذا في الحديث، يعني هذه الجملة الأخيرة، فإنه يصلي الخ. وقائل ذلك هو شُعْبَةُ الراوي عن مُحَارِب، وقد رواه غير شُعْبَة من أصحاب مُحارِب عنه بدونها، وكذا أصحاب جابر.

وهذا الحديث مرَّ قبل بابين، وقد مرَّ استيفاء الكلام عليه هناك.

[رجاله أربعة]

وفيه ذكر رجل مبهم، ومُعاذ، وقد مروا جميعًا، مرَّ آدم وشُعْبَة في الثالث من الإيمان, ومرَّ محارب في السابع والأربعين من أبواب استقبال القبلة، ومرَّ جابر في الرابع من بَدْء الوَحي، ومرَّ مُعاذ في الأثر الثاني من كتاب الإيمان, قبل ذكر حديث منه، والرجل المبهم مرَّ ما فيه في الرابع والخمسين، قبل هذا بثلاثة أحاديث.

تابعه سَعِيد بن مَسْرُوق ومِسْعَر والشَّيْبانِيّ.

متابعة سعيد وصلها أبو عوانَةَ من طريق أبي الأحْوَص عنه، ومتابعة مِسْعَر وصلها السّراج من

<<  <  ج: ص:  >  >>