للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدن، وأشباههم المراد بهم أهل البادية، وقال الشاعر:

هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْم يَا أُمَّ مَالِكِ

والكفار لا يطلق عليهم بانفرادهم إلا الدواب والأنعام، ويكفي في سقوطه ما قاله في "الفتح": لأن الإِطلاق يحمل الخ ..

والتعليق الثاني لم أر من وصله إلا أن إتيان المؤلف فيه بصيغة الجزم دالٌّ على صحته كما هي قاعدة "الصحيحين" وأبو عبد الله المراد به البُخاريّ.

[ورجال التعليقين خمسة]

الأول: أبو معاوية محمَّد بن خَازِم -بمعجمتين- التَّمِيميّ السَّعْديّ الضَّرير الكُوفي، عَمِيَ وهو ابن ثمان سنين أو أربع.

قال العِجّلِيّ والنَّسائي: ثقة. وقال ابن خِراش: صدوق، وهو في الأعمش ثقة، وفي غيره فيه اضطراب. وقال يعقوب بن شَيْبة: كان من الثقات، ربما دَلَّسَ، وكان يرى الإِرجاء، وذكره ابن حِبّان في "الثقات" وقال: كان حافظًا متقنًا، ولكنه كان مُرجئًا خبيثًا، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث يدلس وكان مرجئًا. وقال وكِيع: ما أدركنا أحدًا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي مُعاوية. وقال ابن مَعين: قال لنا وَكيع: من تَلْزَمُون؟ قلنا: أبا مُعاوية، قال: أما إنه كان يَعُدُّ علينا في حياة الأعمش ألفًا وسبع مئة. وقال الدُّورِيّ: قلت لابن مَعين: كان أبو مُعاوية أحسنهم حديثًا عن الأعمش؟ قال: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده. وقال مُعاوية بن صالح: سألت ابن مَعين: من أثبت أصحاب الأعمش؟ قال: أبو مُعاوية بعد شُعبة وسفيان. وقال الدَّارميُّ: قلتُ لابن معين: أبو معاوية أحبُّ إليك في الأعْمش أو وَكيع؟ فقال: أبو مُعاوية أعلم به. وقال ابن المَدِينيّ: كتبنا عن أبي مُعاوية ألفًا وخمسمائة حديث، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي مُعاوية أربع مئة ونيف وخمسون حديثًا. وقال شبابة بن سوار: كنا عند شعبة، فجاء أبو مُعاوية، فقال شُعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>