للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا شُعيب، فيكون فيه على هذا الإِخبار أيضًا، وإسناده مشتمل على حِمْصيين ومَدنيين، وقد وقع في "غرائب مالك" للدارقُطني إدخال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن الأعْرج وأبي هُريرة في هذا الحديث، وهي زيادة شاذّة.

أخرج البخاري هذا الحديث هنا، وأخرجه مسلم في الإِيمان عن ابن المثنى وغيره، والنّسائي أيضًا.

[الحديث الثامن]

١٥ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.ح. وَحَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».

ذكر هذا الحديث بإسنادين عاطفًا الثاني على الأول قبل أن يسوق المتن، وذلك يوهم استواءهما فيه، وليس الأمر كذلك، فاللفظ المذكور عنده لفظ قَتادة، واقتصر عليه لموافقته لسياق حديث أبي هُريرة المار، إلَّا أن فيه زيادة: "والناس أجمعين" ورواية قَتادة هذه مأمونة من تدليسه, لأن الراوي عنه شعبة، وهو لا يروي عنه إلا ما صرح فيه بالسماع، وقد وقع التصريح به في هذا الحديث في رواية النّسائي. ولفظ عبد العزيز رواه ابن خُزَيْمة ومسلم مثله، إلا أن فيه: "من أهله وماله" بدل من "ولده ووالده" وفيه: "لا يُؤمن الرجل" فبين الروايتين تغاير، وصنيع البخاري يُوهم اتحادهما، ويجاب عن هذا بأن البخاري يصنع مثل هذا نظرًا إلى أصل الحديث لا إلى خصوص ألفاظه، ولفظ: "لا يؤمن الرجل" أشمل من جهة، "وأحدكم" أشمل من جهة، وأشمل منهما رواية الأصِيلِيّ: "لا يؤمن أحد" كذا قال في "الفتح" ولم يبين وجه الأشملية، قال: وذكر الولد والوالد أدخل في المعنى لأنهما أعز على العاقل من الأهل والمال، بل ربما يكونان أعز من نفسه، ولهذا لم يذكر النفس أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>