للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب]

كذا في الأصل بغير ترجمة وهو كالفصل من الذي قبله، وتعلقه به ظاهر، وكأنه أوحا إلى أن المتن الذي قبله طرفٌ من قصة عبد الله بن عمرو في مراجعة النبي -صلى الله عليه وسلم- له في قيام الليل وصيام النهار.

[الحديث الرابع والثلاثون]

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ لِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلْتُ إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْنُكَ وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ، وَلأَهْلِكَ حَقٌّ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ.

قوله: "عن عمرو عن أبي العباس"، في مسند الحميديّ عن سفيان حدّثنا عمرو سمعت أبا العباس. وقوله: "ألم أخبر" فيه أن الحكم لا ينبغي إلا بعد التثبت؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم-، لم يكتف بما نقل له عن عبد الله بن عمرو حتى لقيه واستثبته فيه، لاحتمال أن يكون قال ذلك بغير عزم، أو علقه بشرط لم يطلع عليه الناقل، ونحو ذلك.

وقوله: "هَجَمت عينك" بفتح الجيم، أي: غارت، أو ضعفت لكثرة السهر. وقوله: "ونَفِهَتْ" بفتح النون وكسر الفاء، أي: كلَّت. وحكى الإسماعيليّ أن أبا يعلى رواه له "تَفِهت" بالتاء بدل النون، واستضعفه.

وقوله: "وإن لنفسك عليك حقًا" أي: تعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية، مما أباحه الله للإنسان، من كل الأكل والشرب والراحة، التي يقوم بها بدنه، ليكون أعون على عبادة ربه. ومن حقوق النفس قطعها عمّا سوى الله تعالى، لكن ذلك يختص بالتعلقات القلبية. والمراد بالحق هنا المطلوب أعم من أن يكون واجبًا أو مندوبًا، فأما الواجب، فيختص بما إذا خاف التلف، وليس مرادًا هنا. ولأهلك عليك حقًا، أي: تنظر لهم فيما لابد لهم منه من أمور الدنيا والآخرة، والمراد بالأهل الزوجة، أو أعم من ذلك ممن تلزمه.

وقوله: "حقًا"، في الموضعين بالنصب للأكثر، على أنه اسم إن، وفي رواية كريمة بالرفع فيهما، على أنه الخبر، والاسم ضمير الشأن. وفي رواية الصوم زيادة: "وإن لعينيك عليك حقًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>