للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "وسبوه" زاد أحمد عن وهب بن جرير "وضربوه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: إنك زنيت بهذه" وفي رواية أبي رافع عنده "فقالوا: أيْ جُريج، أنزل، فأبى يقبلُ على صلاته، فأخذوا في هدم صومعته، فلما رأى ذلك نزل، فجعلوا في عنقه وعنقها حبلًا، وجعلوا يطوفون بهما في الناس" وفي رواية أبي سلمة، فقال له الملك: ويحك يا جريج، كنا نراك خير الناس، فأحبلت هذه، اذهبوا به فاصلبوه". وفي حديث عمران "فجعلوا يضربونه ويقولون: مراءٍ تخادع الناس بعملك" وفي رواية الأعرج "فلما مرّوا به نحو بيت الزواني خرجن ينظرن، فتبسم، فقالوا: لم يضحك حتى مرَّ بالزواني" وفي الرواية المذكورة زيادة "فتوضأ وصلى" وفي رواية وهب بن جرير "فقام وصلى ودعا" وفي حديث عمران "قال: فتولَّوا عنه، فتولَّوا عنه، فصلى ركعتين".

وقوله: "يا بابوس من أبوك؟ قال: راعي الغنم" وبابوس، موحدتين بينهما ألف والثانية مضمومة وآخره سين مهملة، قال القزاز: هو الصغير. وقال ابن بطال: الرضيع، وهو بوزن جاسوس، واختلف هل هو عربي أو معرب، وأغرب الداوديّ الشارح فقال: هو اسم ذلك الولد بعينه، وفيه نظر، وقد قال الشاعر:

حَنَّتْ قَلُوصي إلى بابوسها جَزَعًا

قال الكرمّانيّ: إن صحت الرواية بتنوين السين، تكون كنية له، ويكون معناه يا أبا الشدة، وفي رواية أحاديث الأنبياء، ثم أتى الغلام، فقال: "من أبوك يا غلام؟ فقال: الراعي" زاد في رواية وهب بن جرير "فطعنه بإصبعه، فقال: بالله يا غلام، من أبوك؟ قال: أنا ابن الراعي" وفي مرسل الحسن عند ابن المبارك في البر والصلة "أنه سألهم أن يُنْظِروه فأنظروه، فرأى في المنام من أمره أن يطعن في بطن المرأة، فيقول: أيته السنحلة من أبوك؟ ففعل، فقال: راعي الغنم. وفي رواية أبي رافع "ثم مسح رأس الصبيِّ فقال: من أبوك؟ فقال: راعي الضأن" وفي روايته عند أحمد "فوضع أصبعه على بطنها" وفي رواية أبي سلمة "فأتي بالمرأة والصبيّ، وفمه في ثديها، فقال له جُريج: يا غلام، من أبوك؟ فنزع الغلام فاه من الثّدي وقال: أبي راعي الضأن" وفي رواية الأعرج فلما أدخل على ملكهم قال: اين الصبي الذي ولدته؟ فأُتي به، فقال: من أبوك؟ فقال: فلان، سمَّى أباه. قال في "الفتح": لم أقف على اسم الراعي، ويقال إن اسمَه صهيب، وقد مرَّ قريبًا أن الابن لم يُسَمَّ، إلا ما قال الداوديّ، ومرَّ أنه مردود، وفي حديث عران "ثم انتهى إلى شجرة، فأخذ منها غصنًا، ثم أتى الغلام وهو في مهده، فضربه بذلك الغصن، فقال من أبوك؟ " وفي التنبيه لأبي الليث السَّمَرْقَنْدِيّ بغير إسناد، أنه قال للمرأة: أين أصبتك؟ قالت: تحت شجرة، فأتى تلك الشجرة، فقال: يا شجرة، أسألك بالذي خلقك من زنى بهذه المرأة؟ فقال كل غصن منها: راعي الغنم. ويجمع بين هذا الاختلاف بوقوع جميع ما ذكر، بأنه مسح رأس الصبي ووضع أصبعه على بطن أمه، وطعنه بأصبعه، وضربه بطرف العصا التي كانت معه. وأبعد من جمع بينها بتعدد القصة، وأنه استنطقه وهو في بطنها قبل أن تلد، ثم استنطقه بعد أن ولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>