للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب مَنْ أحب تعجيل الصدقة من يومها

[الحديث الرابع والثلاثون]

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْعَصْرَ، فَأَسْرَعَ ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَقُلْتُ أَوْ قِيلَ لَهُ فَقَالَ: "كُنْتُ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ تِبْرًا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ فَقَسَمْتُهُ".

قوله: "كنت خلفت في البيت تبرًا من الصدقة، فكرهت أن أبيته فقسمته" قال ابن بطال: فيه أن الخير ينبغي أن يبادر به، فإن الآفات تعرض، والموانع تمنع، والموت لا يؤمن، والتسويف غير محدود. زاد غيره: وهو أخلص للذمة، وأنفى للحاجة، وأبعد من المَطْل المذموم، وأرضى للرب، وأمحى للذنب. وقال الزين بن المنير: ترجم المصنف بالاستحباب، وكان يمكن أن يقول: كراهة تبييت الصدقة لأن الكراهة صريحة في الخبر، واستحباب التعجيل مستنبط من قرائن سياق الخبر، حيث أسرع في الدخول والقسمة، فجرى على عادته في إيثار الأخفى على الأجلى.

وقوله: "أن أُبيته" أي: أتركه حتى يدخل عليه الليل، يقال: بات الرجل دخل في الليل، وبيته: تركه حتى دخل الليل، وهذا الحديث قد مرَّ في باب "مَنْ صلى بالناس، فذكر حاجة، فتخطاهم" من أبواب صفة الصلاة. ومرّت بقية فوائده هناك.

[رجاله أربعة]

قد مرّوا، مرَّ أبو عاصم في أثر بعد الخامس من العلم، ومرَّ عمر بن سعيد وعقبة بن الحارث في الثلاثين منه، ومرَّ ابن أبي مليكة في تعليق بعد الأربعين من الإيمان. ثم قال المصنف:

<<  <  ج: ص:  >  >>