للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواية معبد بن هلال "ولكن عليكم بإبراهيم، فهو خليل الله. وقوله: فيأتونه، في رواية مسلم: فيأتون إبراهيم، زاد أبو هريرة "فيقولون: يا إبراهيبم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، قم اشفع لنا إلى ربك .. " وذكر مثل ما لآدم قولًا وجوابًا، إلا أنه قال: قد كنت كذبت ثلاث كذبات، وذكرهن.

وقوله: فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، زاد مسلم "التي أصاب، فيستحي ربه منها" وفي حديث أبي بكر "ليس ذاكم عندي" وفي حديث همام "إني كنت كذبت ثلاث كذبات" زاد شيبان قوله "إني سقيم". وقوله: فعله كبيرهم هذا، وقوله لامرأته: أخبريه أني أخوك .. وفي رواية أبي سعيد: فيقول إني كذبت ثلاث كذبات. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله" وما حل بمعنى جادل وزنًا ومعنى. وفي رواية حُذيفة المقرونة: لست بصاحب ذاك، إنما كنت خليلًا من وراءَ وراءَ، ضبط بفتح الهمزة وضمها. واختلف الترجيح فيهما. قال النووي: أشهرهما الفتح بلا تنوين، ويجوز بناؤهما على الضم، وصوبه أبو البقاء والكنديّ، وصوب ابن دَحْية الفتح على أن الكلمة مركبة مثل شَذَرَمَذَر، وإن ورد منصوبًا منونًا جاز، ومعناه: لم أكن في التقريب.

والإدلال بمنزلة الحبيب قيل: هذه كلمة تقال على سبيل التواضع، أي: لست في تلك الدرجة. قال صاحب التجريد: وقد وقع لي فيه معنى مليح، وهو أن الفضل الذي أعطيته كان بسفارة جبريل، ولكن ائتوا موسى الذي كلمه الله بلا واسطة، وكرر وراء، إشارة إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه حصلت له الرؤية والسماع بلا واسطة، فكأنه قال: أنا وراء موسى الذي هو وراء محمد. قال البيضاويّ: والحق أن الكلمات الثلاث إنما كانت من معاريض الكلام، لكن لما كانت صورتها صورة الكذب، أشفق منها استصغارًا لنفسه عن الشفاعة، مع وقوعها، لأن من كان أعرف بالله تعالى وأقرب إليه منزلة، كان أعظم خوفًا.

وقوله: ائتوا موسى الذي كلمه الله، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته. قوله: كلمه الله، في رواية مسلم "ولكن ائتوا موسى" وزاد: وأعطاه التوراة، وفي رواية معبد بن هلال "ولكن عليكم بموسى فهو كليم الله" وفي رواية الإسماعيليّ "عبدًا أعطاه الله التوراة، وكلمه تكليمًا" زاد همام "وقربه نجيًا" وقوله: فيأتونه، في رواية مسلم "فيأتون موسى، فيقول" وفي رواية أبي هريرة "فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته، وكلامه، على الناس، اشفع لنا. فذكر مثل آدم قولًا وجوابًا، لكنه قال: إني قتلت نفسًا لم أُومر بقتلها".

وقوله: فيذكر خطيئته، زاد مسلم التي أصاب قَتْل النفس، وللإسماعيليّ: فيستحي ربه منها، وفي رواية سعيد بن منصور: اني قتلت نفسًا بغير نفس، وأن يغفر لي اليوم حسبي. وقوله: ائتوا عيسى، فيأتونه فيقول: لست هناكم، وقوله: ائتوا عيسى، زاد مسلم "رُوح الله وكلمته" وفي رواية هشام عبد الله ورسوله وكلمته "وروحه" وفي حديث أبي بكر "فإنه كان يبرىء الأكمه والأبرص،

<<  <  ج: ص:  >  >>