للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب دخول مكة نهارًا أو ليلًا

ثم قال: بات النبي -صلى الله عليه وسلم- بذي طوى حتى أصبح، ثم دخل مكة، وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يفعله.

هذا متن حديث ابن عمر يذكره الآن وقد ترك سنده أولًا، ثم رواه بسنده.

[الحديث التاسع والخمسون]

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: بَاتَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِذِي طُوًى حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُهُ.

الحديث ظاهر في الدخول نهارًا، وقد أخرجه مسلم عن نافع بلفظ: كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهارًا، وأما الدخول ليلًا فلم يقع منه عليه الصلاة والسلام إلا في عمرة الجعرانة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- أحرم من الجعرانة ودخل مكة ليلًا فقضى أمر العمرة، ثم رجع ليلًا فأصبح بالجعرانة كبائت، كما رواه أصحاب السنن الثلاثة من حديث محرش الكعبي، وترجم عليه النسائي دخول مكة ليلًا، وروى سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي، قال: كانوا يستحبون أَن يدخلوا مكة نهارًا، ويخرجوا منها ليلًا، وأَخرج عن عطاء: أن شئتم فادخلوا ليلًا إِنكم لستم كرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه كان إِماماً فأحب أن يدخلها نهارًا ليراه الناس.

وقضية هذا أن من كان إمامًا يقتدى به يستحب له أن يدخلها نهارًا، وعند المالكية: يندب دخول مكة نهارًا لكل حاج، وعند أكثر الشافعية: دخول مكة نهارًا أفضل من الليل، وقال بعض الشافعية: هما سواء، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخلها في عمرة الجعرانة ليلًا، وهو المذكور في الهداية عن أبي حنيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>