للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إن أهل المدينة" أي: بعض أهل المدينة، وقد رواه الإسماعيلي عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب بلفظ: إن ناسًا من أهل المدينة.

وقوله: "قال لهم: تنفر" زاد الثقفي فقالوا: لا نبالي أفتيتنا أو لم تفتنا، زيد بن ثابت يقول: لا تنفر.

وقوله: "فكان فيمن سألوا أم سليم" في رواية الثقفي: فسألوا أمَّ سليم وغيرها، فذكرت صفية، كذا ذكره مختصرًا وساقه الثقفي بتمامه، قال: فأخبرتهم أن عائشة قالت لصفية: أفي الخيبة أنت، إنك لحابستنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ذاك؟ " قالت عائشة: صفية حاضت قيل: إنها قد أفاضت قال: "فلا إذًا" فرجعوا إلى ابن عباس، فقالوا: وجدنا الحديث كما حدَّثتنا.

[رجاله خمسة]

وفيه ذكر زيد ابن ثابت وأم سليم، وقد مرَّ الجميع: مرَّ أبو النعمان في الأخير من الإيمان، ومرَّ حماد بن زيد في الرابع والعشرين منه، ومرَّ أيوب في التاسع منه، ومرَّ عكرمة في السابع عشر من العلم، ومرت أم سليم في السبعين منه، ومرَّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي، ومرَّ زيد بن ثابت في تعليق بعد الثاني والعشرين من كتاب الصلاة.

وفيه أيضًا ذكر صفية وقد مرَّ محلها في الذي قبله.

ثم قال: رواه خالد وقتادة، عن عكرمة.

أما رواية خالد فوصلها البيهقي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إذا طافت يوم النحر ثم حاضت، فلتنفر، وقال زيد بن ثابت: لا تنفر حتى تطهر، وتطوف بالبيت، ثم أرسل زيد بعد ذلك إلى ابن عباس: إني وجدت الذي قلت. كما قلت، وأما رواية قتادة، فوصلها أبو داود الطيالسي في مسنده عن قتادة، عن عكرمة، قال: اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة إذا حاضت، وقد طافت بالبيت يوم النحر، فقال زيد: يكون آخر عهدها بالبيت، وقال ابن عباس تنفر إن شاءت فقالت الأنصار: لا نتابعك يا ابن عباس وأنت تخالف زيدًا، فقال: سلوا صاحبتكم أُم سليم، فسألوها فقالت: حضت بعد ما طفت بالبيت فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أنفر، وحاضت صفية فقالت لها عائشة: حبستنا فأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تنفر.

ورواه سعيد بن أبي عروبة في كتاب المناسك، قال: عن قتادة، عن عكرمة نحوه، وقال فيه: لا نتابعك إذا خالفت زيد بن ثابت، وقال فيه: وأنبئت أن صفية بنت حيي حاضت بعدما طافت بالبيت يوم النحر، فقالت لها عائشة: الخيبة لك حبستنا فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرها أن تنفر وكذلك أخرجه إسحاق في مسنده عن عبدة عن سعيد، وفي آخره وكان ذلك من شأن أم سليم أيضًا، وطريق قتادة هذه هي المحفوظة، وقد شذ عباد بن العوام فرواه عن سعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>