للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "فحملت عليه" في رواية محمد بن جعفر: "فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبت، ونسيت السوط والرمح فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح، فقالوا: لا والله لا نعينك عليه بشيء، فغضبت، فنزلت، فأخذتهما، ثم ركبت" وفي رواية فضيل بن سليمان: "فركب فرسًا له -يقال لها: الجرادة- فسألهم أن يناولوه سوطه، فأبوا، فتناوله" وفي رواية أبي النضر: "وكنت نسيت سوطي فقلت لهم: ناولوني سوطي، فقالوا: لا نعينك عليه، فنزلت فأخذته" وعند النسائي عن عثمان بن موهب، وعند ابن أبي شيبة عن عبد العزيز بن رفيع، وأخرج مسلم إسنادهما كلاهما عن أبي قتادة: فاختلس من بعضهم سوطًا. والرواية الأولى أقوى، ويمكن الجمع بينهما بأنه رأى في سوط نفسه تقصيرًا، فأخذ سوط غيره، واحتاج إلى اختلاسه لأنه لو طلبه منه اختيارًا لامتنع.

وقوله: "فطعنته، فأثبته" بالمثلثة ثم الموحدة ثم المثناة: أي جعلته ثابتًا في مكانه لا حراك به، وفي رواية أبي حازم: "فشددت على الحمار فعقرته، ثم جئت به وقد مات" وفي رواية أبي النضر: "حتى عقرته، فأتيت إليهم، فقلت لهم: قوموا فاحتملوا، فقالوا: لا نمسه، فحملته حتى جئتهم به".

وقوله: "فأكلنا من لحمه" في رواية فضيل عن أبي حازم: "فأكلوا فندموا" وفي رواية محمد بن جعفر عن أبي حازم: "فوقعوا يأكلون منه، ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم، فرحنا، وخبأت العضد معي"، وفي رواية مالك عن أبي النضر: "فأكل منه بعضهم، وأبى بعضهم" وفي رواية أبي سعيد: "فجعلوا يشوون منه" وفي رواية المطلب عن أبي قتادة، عن سعيد بن منصور: "فظللنا نأكل منه ما شئنا طبيخًا وشواء، ثم تزودنا منه".

وقوله: "وخشينا أن نقتطع" أي: نصير مقطوعين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، منفصلين عنه لكونه سبقهم، وكذا قوله بعد هذا: "وخشوا أن يقتطعوا دونك" وبيّن ذلك رواية علي بن المبارك عند أبي عوانة بلفظ: "وخشينا أن يقتطعنا العدو"، وفيها عند المصنف: "وخشوا أن يقتطعهم العدو دونك" وهذا يشعر بأن سبب إسراع أبي قتادة لإدراك النبي -صلى الله عليه وسلم- خشيةً على أصحابه أن ينالهم بعض أعدائهم، وفي رواية أبي النضر الآتية في الصيد: "فأبى بعضهم أن يأكل، فقلت: أنا أستوقف لكم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأدركته فحدثته" الحديث، ففي هذا أن سبب إدراكه أن يستفتيه عن قصة أكل الحمار، ويمكن الجمع بأن يكون ذلك بسبب الأمرين.

وقوله: "أرفع فرسي" بالتخفيف والتشديد أي أكلفه السير.

وقوله: "شأواً" بالشين المعجمة بعدها همزة ساكنة أي: تارة والمراد أنه يركضه تارة، ويسير بسهولة أخرى.

وقوله: "فلقيت رجلًا من بني غفار" قال في "الفتح": لم أقف على اسمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>