للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَغَرُّ عَليِه لِلنُّبُوَّةِ خاتَمٌ ... مِنَ الله مِنْ نُورٍ يَلُوحُ ويَشْهَدُ

وضَمَّ الإله اسمَ النَّبِيِّ إلى اسمِهِ ... إذا قال في الخَمْسِ المؤذِّنُ أَشْهَدُ

والذي يظهر أنه من شعر حسان، لا من شعرِ أبي طالب، اللهم إلا أن يكون حسان ضمنه في شعره، ولم يظهر ذلك من نَسْجه.

خاتَم النُّبُوّة

ومن أعلام نبوته خاتم النبوة، ففي صحيح البخاري عن السّائب بن يزيد، قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله! إن ابن أُختي وَقَعَ، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، وتَوَضَّأَ، فشربت من وضُوئه، ثم قمت خلفَ ظهره، فنظرت إلى خاتَم النبوة بين كتفيه.

قال ابراهيم بن حمزة: مثل زِرِّ الحَجَلة، والصحيح أن المراد بالحَجَلة هنا الشكلة التي تعلق على السرير، ويزين بها للعريس كالبشخانات، والزِّر على هذا حقيقة، لأنها تكون ذات أزرار وعُرى.

وقد وردت في صفة خاتَم النبوة أحاديث متقاربة، منها عند مسلم عن جابر بن سَمُرة: كأنه بَيْضَةُ حمامة، وفيه أيضًا: جمع عليه خِيلان كأنها الثآليلُ السود عند نُغْضِ كتفه، ورُوي: غُضروفِ كتفه اليسرى، وفي "صحيح" الحاكم: شعرٌ مجتمع، وفي "البيهقي": مثل السِّلعة. وفي "الشمائل": بَضعة ناشِزة. وفي "الترمذي"، و"دلائل" البيهقي: كالتفاحة. وفي "الرَّوْض" كأنها المِحْجمة القابضة على اللحم.

قال في "الفتح": وما ورد من أن الخاتم كان كأثر المِحْجم، أو كالشّامَة السوداء أو الخضراء، مكتوب عليها محمَّد رسول الله، أو سر فإنك المنصور لم يثبُت منه شيء، ولا يُغْتُّر بما وقع من تصحيح ابن حبان لذلك، فإنه غفلةٌ منه.

قال القُرْطُبِيُّ: الأحاديث الثابتة دالة على أن خاتم النبوة كان شيئًا بارزًا أحمر، عند كتفه الأيسر إذا قلل قدر بيضة الحمامة، وإذا كبر جمع

<<  <  ج: ص:  >  >>