للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقدْ قامَ اللُّغويُّونَ منْ أصحابِ هذه الطَّبقةِ ومن بعدهم ـ كأبي عُبَيْدَةَ (ت:٢١٠) والفَرَّاءِ (ت:٢٠٧)، وتلاميذِهم الذين أخذوا عنهم علم اللُّغةِ وتابَعُوهم في ذلك؛ كأبي عُبَيدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ (ت:٢٢٤)، وأبي حَاتَمٍ السِّجِسْتَاني (ت:٢٥٥)، ثمَّ تلاميذ هؤلاء؛ كابن قُتَيبَةَ (ت:٢٧٦)، وأبي العباس المُبَرَّدِ (ت:٢٨٥)، وثَعْلَبٍ (ت:٢٩١) ـ بتدوينِ لغةِ العربِ وكانوا عمدةً لمنْ جَاءَ بعدَهم في حكايةَ اللُّغةِ.

ولاستجلاءِ مشاركةِ اللُّغويِّينَ في التَّفسيرِ اللُّغويِّ، رجعتُ إلى تراجمِهم وفهارس كتبِهم، ثمَّ قرأتُ ما وقعَ بين يَدَيَّ من كتبِ أعلامِ هذه الفترةِ من اللُّغويِّينَ (١).

وبعد رجوعي إلى تراجم هؤلاء اللغويين وفهارس كتبهم وجدتُ أنَّ مشاركة اللُّغويينَ في التفسيرِ كانتْ على قسمين:

الأول: مشاركة غير مباشرة في تفسيرِ القرآنِ.

والثاني: مشاركة مباشرة في تفسيرِ القرآنِ.

وسأتحدَّث عن كلِّ قسمٍ على حِدَةٍ.


(١) بلغت الكتب التي رجعت لها قرابة خمسين كتاباً، بعضها رسائل صغيرة، وآخر منها مجلدات تصل إلى الخمسة. والله الموفق.

<<  <   >  >>