للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: الطَّريقُ الأولُ:

أنْ يذكروا معنى اللَّفظِ في اللُّغةِ، دونَ أنْ ينصُّوا على ما يدلُّ عليه من شعرٍ أو نثرٍ.

وهذا هو الأغلبُ فيما ورد عنهم من تفسيراتِهم اللُّغويَّةِ، إذ يَنُصُّ المفسِّرُ منهم على معنى اللَّفظِ، دون أن يستشهد لتفسيره هذا، ومن أمثلةِ ذلك ما يلي:

١ - أخرجَ الطَّبريُّ (ت:٣١٠) عن عمرَ بنِ الخطابِ (ت:٢٣) أنه سُئلَ عن قولِ اللهِ عزّ وجل: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: ٧]، قال: «يُقرنُ بينَ الرَّجلِ الصَّالحِ مع الصَّالِح في الجنَّةِ، وبَين الرَّجلِ السُّوءِ مع الرَّجلِ السُّوءِ في النَّارِ» (١).

فقولُه: «يقرن»، تفسيرٌ لمعنى التَّزويجِ في الآيةِ. وهذا هو أصلُ معنى اللَّفظِ لغويًّا. قالَ ابنُ فارسٍ (ت:٣٩٥): «الزَّاءُ والواوُ والجيمُ: أصلٌ يدلُّ على مقارنةِ شيءٍ لشيءٍ» (٢).

٢ - وردَ عن ابنِ عباسٍ (ت:٦٨) في معنى «دِهَاقاً» من قولِه تعالى: {وَكَاسًا دِهَاقًا} [النبأ: ٣٤] قال: «ملأى» (٣).

وقد وردَ ذلك عن مجاهدٍ (ت:١٠٤)، والحسنِ البصري (ت:١١٠)، وقتادةَ (ت:١١٧)، وابنِ زيدٍ (ت:١٨٢) (٤).

وفي أصلِ معنى هذهِ اللَّفظةِ، قالَ ابنُ فارسٍ (ت:٣٩٥): «الدَّالُ والهاءُ والقافُ: يَدلُّ على امتلاءٍ في مجيءٍ وذهابٍ واضطرابٍ. يقالُ: أَدْهَقْتُ الكأسَ: ملأتُها، قال تعالى: {وَكَاسًا دِهَاقًا} [النبأ: ٣٤]» (٥).


(١) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:٦٩).
(٢) مقاييس اللغة (٣:٣٥).
(٣) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:١٨ - ١٩).
(٤) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:١٩).
(٥) مقاييس اللغة (٢:٣٠٧).

<<  <   >  >>